دين

حديث الرسول عن التفاؤل

إن التفاؤل من الصفات الحميدة التي حث عليها الإسلام وكان يتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويبغض التشاؤم وينهى عنه لأن التشاؤم بمثابة سوء ظن بالله عز وجل فضلًا عن آثاره السيئة التي يتركها في النفس وهو ما يحذرنا منه حديث الرسول عن التفاؤل.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن التفاؤل، وحكم التشاؤم والتطير، والأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تحث على التفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل.

حديث الرسول عن التفاؤل

بعض الناس حين تصيبهم ضائقة أو تشتد عليهم الظروف أو يصعب عليهم أمر، ينتباهم روح التشاؤم واليأس، والبعض قد يصل به الأمر إلى التذمر وسب الدهر والسنين والظروف، وبسبب هذا اليأس قد يغضب الله عز وجل، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على التفاؤل حتى في أشد الأحوال.

فبينما كان الصحابة في حزن لعدم تمكنهم من دخول مكة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشرهم بالفتح والنصر، وقد كان النصر من عند الله وجاء الفتح ودخلوا مكة، وهكذا كل ضائقة يعقبها فرج وفتح إن صبر صاحب الابتلاء.

هكذا يربي الإسلام أتباعه على التفاؤل والأمل والبعد عن التشاؤم والتطير، فجاء في حديث الرسول عن التفاؤل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة قال:” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل؟، قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم”.

وفي رواية آخرى عن أنس بن مالك –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم -، قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟، قال: كلمة طيبة”، رواه البخاري ومسلم.

وقال العلماء في تفسير حديث الرسول عن التفاؤل، أن العدوى معناها انتقال المرض من إنسان لآخر، أي نفى ما كانوا عليه من أن المرض يُعدي بطبعه لا بفعل الله سبحانه وتعالى، وأما الفأل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التفاؤل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال.

ومما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ليحث المؤمنين على التفاؤل، قوله صلى الله عليه وسلم”يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون”، هكذا كان يبث النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه روح التفاؤل وحسن التوكل على الله.

وفي حديث آخر عن زر بن حُبيش عن عبد الله، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك، ومامنا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل”، أخرجه أحمد والبخاري.

حديث الرسول عن التفاؤل

أحاديث عن التفاؤل وحسن الظن بالله

يتبين لنا من حديث الرسول عن التفاؤل الربط بين الفأل وحسن الظن بالله عز وجل، وحسن الظن بالله واجب على المؤمنين، أو أنه من واجبات التوحيد، فحسن الظن من العبادات القلبية التي يميز بها الله عز وجل بين قلوب العباد.

وورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على التفاؤل وحسن الظن بالله، منها حديث بن جابر –رضي الله عنه- قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قومًا قد أرادهم سوء ظنهم بالله، فقال لهم: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين”.

وقال الله تعالى في الحديث القدسي :”أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء، إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله”، وقال الله تعالى في حديثه القدسي :”أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن آتاني يمشي أتيته هروله”.

وحسن الظن بالله ليس فقط في تفريج الأمور الدنيوية، بل أن العصاه الذي يفعلون المعاصي والذنوب، عليهم أيضًا بحسن الظن بالله وأنه سيقبل توبتهم إن تابوا، فقد جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله النبي عن حاله: كيف تجدك؟، قال: والله يارسول الله إني أرجو الله وأخاف ذنوبي خوف ورجاء،  فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهما لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف.

ومما يتبين من حديث الرسول عن التفاؤل وحسن الظن بالله، أنه لا يجوز لمسلم أن يظن بربه إلا خيرًا، وأن الله سيجازيه على عمله بالحسنات، وأن الله سيتجاوز عنه سيئاته إن تاب وآمن وعمل صالحا، وإذا ألمت به ضائقة أو شدة يعلم أن الله سيجعل بعد عسر يسرا.

أحاديث عن التفاؤل وحسن الظن بالله

آيات واحاديث عن التفاؤل

بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن التفاؤل نستعرض بعض من الآيات القرآنية التي تحث على التفاؤل وحسن الظن بالله وعدم اليأس وتبث في النفس السكينة والطمأنينة والأمل، ومنها هذه الآيات الكريمة:

  • “لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرً”.
  • ” قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.
  • ” أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب”
  • “من كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ”.
  • “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى”.
  • “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”.
  • “لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا”.
  • “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
  • “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ”.
  • “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”.ٍ
  • “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
  • “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.
  • “وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ”.
  • “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ”.
  • “فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.
  • “وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي”.
  • “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”.
  • “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”.
  • “أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ”.
  • “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ”.
  • “إِن يَعلَمِ اللَّـهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّـهُ غَفورٌ رَحيمٌ”.
  • “فَاللَّـهُ خَيرٌ حافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ”.
  • “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”.

اقرأ أيضًا عبر قسم دين : أحاديث عن حسن الظن بالله

اقرأ أيضًا: ايات قرانية عن التفاؤل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى