دين

حديث الرسول عن التجارة

من الضروري أن يسعى الإنسان لكسب الرزق ويبذل الأسباب المشروعة وفقًا لما أمر الله به ورسوله ومن أهم طرق الكسب هي التجارة وقد حث عليها الإسلام وعظم شأنها وأثنى على التجار المتقين وأخبرنا بمكانتهم مع الصديقين والشهداء وهو ما يجعل العديد من الأشخاص يبحثون عن حديث الرسول عن التجارة .

وخلال السطور التالية من هذا المقال سنتعرف على حديث الرسول عن التجارة وحديث الرسول عن البيع السمح والأمانة في البيع، وأهم أسباب نجاح التجارة وكيف تزيد من بركتها؟.

حديث الرسول عن التجارة

كانت التجارة من أهم أعمال الصحابة وهي أيضًا كانت عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تكليفه بالرسالة، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية في فضل التجارة وبركتها ومكانة التجار الصادقين المتقين الذين استقاموا وحافظوا على ما أوجب الله في تجارتهم.

ومما يدل على أهمية التجارة في الإسلام ما جاء في حديث الرسول عن التجارة ، فقد فقد روى البزار والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئُل: أي الكسب أطيب؟ فقال:”عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور”.

ومن الأحاديث النبوية أيضًا التي وردت عن التجارة، ما جاء في الصحيحين من حديث أنس أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة، فأخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غنى، فقال عبد بن الرحمن بن عوف:” أقاسمك مالي نصفين وأزوجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فما رجع حتى استفضل أقطا وسمنًا”.

حديث الرسول عن التجارة

حديث عن الأمانة في البيع

كما أشارنا فإن التجارة من الكسب الطيب الذي حث عليه الإسلام، إلا أنه على الرغم من أهميتها إلا أنها محاطة بالمحاذير التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، ومن أهمها الغش والكذب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من غشنا فليس منا”.

وجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا “إن التجار يُبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبر وصدق”، وجاء في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم ”

(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح) فالبر والصدق والتقى منجاة للتاجر من النار يوم القيامة. وقد جاء في حديث آخر: “ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب”، رواه مسلم.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على الأمانة في البيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء”، أخرجه الترمذي والحاكم، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن التجار :”إنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون”.

اقرأ أيضًا عبر قسم ديناحاديث نبوية عن التجارة

حديث عن البيع السمح

لم يحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التجارة فقط، ولكنه قد أمر بالسماحة واليسر في البيع والشراء، والإحسان في المعاملة في قضاء الدين، واقتضاء الدين عند الآخرين، فيمهل الذي عليه الدين حتى يستطيع رده، أو يتنازل عنه فيتصدق عليه لإعساره.

والدلائل على حث الرسول على البيع السمح كثيرة، ومنها جاء عنه صلى الله عليه وسلم :”و من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله”.

وروى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى”، رواه البخاري.

هكذا صور  حديث الرسول عن التجارة مواطن السماحة في حسن المعاملة في البيع والشراء، والحض على استعمال الأخلاق وعدم التضييق على الناس، فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالبر والصدق والصدقة والسماحة في البيع.

حديث عن البيع السمح

فضل التجارة في الإسلام

بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن التجارة يتبين لنا أهمية وفضل التجارة في الإسلام، فهي التي اشتغل بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مع عمه أبي طالبنوعمل لأم المؤمين خديجة كذلك قبل الزواج منها، وسافر لذلك إلى بلاد الشام، وكان يتاجر في أسواق مجنة وعكاظ التي كان يقصدها التجار في الجاهلية.

ومن الأحاديث التي تدل على فضل التجارة في الإسلام، ما جاء عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، فرأى الناس يتبايعون فقال: يامعشر التجار، فاستجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال:” إن التجار يُبعثون يوم القيامة فُجارًا إلا من اتقى الله وبر وصدق”.

يبدو فضل التجارة في الإسلام أيضًا من خلال بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عنها، حتى أنها تُصف في القرآن بقول الله تعالى :”يبتغون من فضل الله”، فهكذا أطلق القرآن الكريم على التجارة والسعي في طلب الرزق ابتغاء من فضل الله.

ويقول المولى عز وجل عن التجارة أيضًا في سورة البقرة :” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم”، فجاء في هذه الآية إباحة من الله بالتجارة والبيع والشراء حتى في موسم الحج.

وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قوله :”ليس هناك مكان أحب أن يأتيني الموت فيه بعد الجهاد في سبيل الله إلا أن أكون في سوق أبيع وأشتري من أجل عيالي”، آخذًا ذلك من قوله تعالى :”وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يُقاتلون في سبيل الله”.

اقرأ أيضًا: أحاديث للحد من الغش في التجارة

أسباب زيادة بركة التجارة

حين يتبغي الإنسان الرزق فإن مبتغاه هو المكسب الحلال الطيب، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم ببعض النصائح التي تعين على زيادة الرزق وحصول البركة في التجارة، ومنها ما يلي:

  • يجب أولًا ألا تكون التجارة سبب في البعد عن الله أو ترك الصلاة أو الانشغال عنها وتأجيلها، وذلك حتى يحصل على الرزق والبركة، وهو ما حثنا عليه قوله تعالى في سورة النور :”رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
  • حسن النية والصدق في التجارة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء”، ويقول أيضًا صلى الله عليه وسلم :”البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو قال: حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما”، رواه البخاري.
  • حسن التوكل على الله.
  • استشارة المتخصصين في المجال التجاري قبل بدء العمل فيه، ودراسة المشروع والجدوى الاقتصادية منه.
  • تقوى الله ومراقبته في أعمال البيع والشراء، وفقًا لقوله تعالى :”وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
  • البعد عن بيع المحرمات أو ما نهى الله عنه والتورع عن الشبهات، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” فمن يأخذ مالًا بحقه يبارك له فيه، ومن أخذ مالًا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع”، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم ” من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه”.
  • التبكير في البيع والشراء، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله :”اللهم بارك لأمتي في بكورها”، وهكذا كان صخر رجلًا تاجرًا وكان يبعث تجارته من أول النهار، فأثرى وكثر ماله.
  • دفع الزكاة والصدقة، فقال تعالى :”خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ”.
  • البعد عن التعاملات الربوية، امتثالًا لأمر الله تعالى :”يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ”.

اقرأ أيضًا : آيات قرآنية للربح في التجارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى