مرأة

المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين

يبحث الكثير من الأشخاص عن صحة الحديث والكلام الذي يفيد بأن المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين، وهي مسألة عليها خلاف منذ القدم، وهذا الاختلاف سيقوم موقع الجواب 24 بتوضيحه عبر السطور التالية من هذا التقرير، الذي يوضح أيضًا مذاهب العلماء في عورة المرأة بالنسبة للمرأة، وفيما يخص المحارم، وذلك على النحو التالي.

المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين

هناك اتفاق ما بين أغلب  المسلمين  أن عورة المرأة هي كل  جسدها ما عدا منطقة الوجه وأيضًا الكفين، وبخصوص الوجه والكفان فإن أغلب علماء الدين الإسلامي قد أوضحوا أنهما عورة في غير الصلاة، بينما  في الصلاة وأيضًا في الإحرام الخاص بإحرام الحج وأيضًا إحرام العمرة فيجوز أن تكشف المرأة عن كفيها ووجها.

ومن جانبه أوضح الصحابي والفقيه عبد الله بن عباس في قول الله في سورة النور “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها”، و أشار الإمام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما ظهر منها أي منطقة الوجه وأيضًا الكفين، فأشار عبد الله بن عباس  إلى أن المرأة عورة ماعدا الوجه والكفين.

ووفق هذا الرأي  يجوز للمرأة أن تبدي وجهها ومنطقة الكف  في الطرقات وفي البيت، وأيضًا في عملها.

المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين

وقد جاء حديث رواه أبو داود في هذا الأمر عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر -يعني: أخت عائشة رضي الله عن الجميع- دخلت على عائشة وعندها الرسول صلى الله عليه وسلم قالت: وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها النبي وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها غير هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه عليه الصلاة والسلام”.

وتجدر الإشارة إلى أن  هذا الحديث  أشار بعض علماء الدين الإسلامي أنه حديث ضعيف، أي أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه غلط بعض الجمهور فاعتقدوا أنه صحيح، والأصح أنه ضعيف لعدة أسباب تشير إلى أنه  ضعيف.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن المرأة

أقوال الفقهاء في عورة المرأة

أكد مجموعة من الفقهاء أن   الوجه والكفين ليسا بعورة، نذكر من تلك الآراء الآتي:

  • فقال الفقيه ابن جرير الطبري  في تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” قائلا :وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عُني بذلك الوجه والكفان، يدخل في ذلك إذا كان كذلك: الكحل والخاتم والسوار والخضاب، وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل: لإجماع الجميع على أن على كل مصلّ أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح لها أن تُبْديه من ذراعها إلى قدر النصف”.

وتابع قائلا “فإذا كان من جميعهم إجماعاً كان معلوماً بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة، كذلك للرجال، لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره، وإذا كان لها إظهار ذلك كان معلوماً أنه مما استثناه الله تعالى، ذكره بقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، لأن كل ذلك ظاهر منها، وقوله: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النــور: 31]، يقول تعالى ذكْره: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ، ليسترن بذلك شعورهن وأعناقهن وقرطهن”.

  • وأوضح  ابن عباس في تفسيره للآية “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” قائلًا: الكحل والخاتم وروينا عن أنس بن مالك مثل هذا اهـ ومعلوم أن الكحل في العين والخاتم في اليد ولا يظهران إلا بظهور محلهما.
  • ومن جانبهم استدل العلماء من الحنابلة  على مسألة أن الوجه والكفين عورة بمجموعة  من الأدلة بما فيها قول الله سبحانه و تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ، وأكدوا في تفسيرهن قائلين “إن الآية تفيد وجوب تغطية الوجه، ورد الجمهور بأن الخمار في اللغة هو ما يُغَطَّى به الرأس”
  • وقال ابن الأثير “وفيه أنه كان يمسح على الخف والخمار أراد به العمامة، لأن الرجل يُغَطَّي بها رأسه، كما أن المرأة تغطيه بخمارها.
  • ومن جانبه أوضح الحافظ في هذا الرأي قائلا والخمار للمرأة كالعمامة للرجل.
  • فضلا عن قول الفقيه ابن كثير “والخمر جمع خمار وهو ما يخمر به أي يغطى به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع”.

قد يهمك أيضًا: أحاديث عن لباس المرأة في الإسلام

عورة المرأة بالنسبة للمرأة

يهتم الكثير من الأشخاص بمعرفة مذاهب العلماء في عورة المرأة بالنسبة للمرأة، حيث أكد أغلب العلماء أن عورة المرأة لدى المرأة المسلمة مثل عورة الرجل بالنسبة للرجل، وومذاهب الجمهور توضح أن عورة الرجل بالنسبة للرجل هي ما بين منطقة  السرة والركبة، وبناء عليه فتكون عورة المرأة بالنسبة للمرأة أيضًا ما بين السرة وبين الركبة.

ومن جانب قال العلامة العثيمين رحمه الله في هذا الصدد “عورة المرأة مع المرأة، كعورة الرجل مع الرجل أي ما بين السرة والركبة ، ولكن هذا لا يعني أن النساء يلبسن أمام النساء ثياباً قصيرة لا تستر إلا ما بين السرة والركبة فإن هذا لا يقوله أحد من أهل العلم، ولكن معنى ذلك أن المرأة إذا كان عليها ثياب واسعة فضفاضة طويلة ثم حصل لها أن خرج شيء من ساقها أو من نحرها أو ما أشبه ذلك أمام الأخرى فإن هذا ليس فيه إثم”.

ومن جانبه أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية رأيه في هذا الشأن قائلا “أن لباس النساء في عهد النبي صلي الله عليه وسلم الله عليه وسلم كان ساتراً من الكف كف اليد إلى كعب الرجل ، ومن المعلوم أنه لو فتح للنساء الباب في تقصير الثياب للزم من ذلك محاذير متعددة ، وتدهور الوضع إلى أن تقوم النساء بلباس بعيد عن اللباس الإسلامي شبيه بلباس الكفار”.

المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين

عورة المرأة أمام المحارم

يهتم البعض بمعرفة ما هي حدود عورة المرأة أمام محارمها مثل الأب وأيضًا الأخ بالإضافة إلى ابن الأخ، وأوضح أغلب فقهاء الدين الإسلامي أن تلك العورة هي بدنها كله إلا ما يظهر،  مثل الوجه وأيضًا الشعر بالإضافة إلى الرقبة وأيضًا الذراعين والقدمين، مستندين على قول الله سبحانه و تعالى في سورة النور حيث قال “وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ”

وأوضح علماء الدين الإسلامي أن  الله تعالى أجاز للمرأة أن تبدي زينتها أمام  زوجها ومحارمها، ويقصد  بالزينة هنا مواضعها نفسها، حيث أن الخاتم يكون موضعه الكف، وأيضًا السوار يكون موضعه الذراع، الخلخال يكون موضعه الساق، بالإضافة إلى أن الحلق موضعه الأذن، والقلادة يكون موضعها العنق وأيضًا الصدر.

ومن جانبه قال أبو بكر الجصاص  في رأيه في هذا الصدد “ظاهره يقتضي إباحة إبداء الزينة للزوج ولمن ذكر معه من الآباء وغيرهم ، ومعلوم أن المراد موضع الزينة وهو الوجه واليد والذراع …فاقتضى ذلك إباحة النظر للمذكورين في الآية إلى هذه المواضع، وهي مواضع الزينة الباطنة؛ لأنه خص في أول الآية إباحة الزينة الظاهرة للأجنبيين، وأباح للزوج وذوي المحارم النظر إلى الزينة الباطنة”.

اقرأ أيضًا: اقتباسات عن المرأة القوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى