الفرق بين

الفرق بين الامساك والفجر

من أكثر الأمور التي تشغل بال المسلمون خلال أيام شهر رمضان، هي الفرق بين الامساك والفجر، حيث يقصد بهذا الإمساك أنه التوقف  عن الطعام والشرب وجميع المفطرات من اجل الصيام بدخول الفجر الثاني، بمعنى البياض الممتد في الأفق من الشمال إلى الجنوب، وهناك عدد من الدول الاسلامية تعتمد في الشهر المبارك على أذان آخر يسبق أذان الفجر ببضع دقائق يطلق عليه أذان الإمساك، ولذلك يختلط الأمر عند الكثير.

فلنتعرف خلال السطور القادمة من هذا التقرير على الفرق بين الامساك والفجر، وعرض عدد من آراء بعض الشيوخ حول هذا الأمر، وذلك على النحو التالي.

الفرق بين الامساك والفجر

يرجع الأصل في الإمساك عن المفطرات من مأكل ومشرب وغيرهم للصائم وإفطاره قول المولى عز وجل “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”، وذلك في سورة البقرة/187.

ولذذلك يجب العلم أن من يبحث عن معرفة وقت الإمساك عن الطعام والشرب من أجل الصيام وقت دخول الفجر الثاني، ويمكن توضيحه بأنه  البياض الممتد في الأفق من الشمال إلى الجنوب.

أما إذا  كان الفجر له أذانان أولهما قبل دخول الفجر الصادق والثاني عند دخوله، فيؤخذ في الاعتبار من اجل الإمساك هو الفجر الثاني.

وفي هذا الصدد أوضح الشيخ ابن عثيمين  قائلا : هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه؛ لأن الله قال في كتابه العزيز: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ـ وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ـ وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله عز وجل فيكون باطلاً، وهو من التنطع في دين الله، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون.

وعن  عائشة “أن بلالاً كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم: فإنه لا يؤذن، حتى يطلع الفجر”.

آراء الشيوخ عن الفرق بين الامساك والفجر

هناك عدد من الآراء لشيوخ حول الفرق بين الامساك والفجر، يمكن توضيح بعضهم على النحو التالي:

  • أجاب الشيخ ابن باز عن جعل وقت للإمساك قبل الفجر بحوالي ربع ساعة، قائلا :”لا أعلم لهذا أصلا ، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر ؛ لقول الله سبحانه :  وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل”.
  • وطرح سؤال على اللجنة الدائمة وهو “قرأت في بعض التفاسير أن الصائم يمسك قبل أذان الفجر بثلث ساعة ، أي بمقدار عشرين دقيقة ويسمي ذلك إمساكاً احتياطياً ، فما هو المقدار بين الإمساك وأذان الفجر في رمضان ؟ وما حكم من يسمع المؤذن يقول الصلاة خير من النوم ويشرب مادام لم ينته من الأذان فهل يصح ؟فأجابت اللجنة:

    “الأصل في الإمساك للصائم وإفطاره قوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).

  • وأوضح النووي في المجموع قائلا : “اتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّحُورَ سُنَّةٌ , وَأَنَّ تَأْخِيرَهُ أَفْضَلُ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ كُلُّهُ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ , وَلأَنَّ فِيهِمَا (يعني السحور وتأخيره) إعَانَةً عَلَى الصَّوْمِ , وَلأَنَّ فِيهِمَا مُخَالَفَةً لِلْكُفَّارِ . . وَلأَنَّ مَحَلَّ الصَّوْمِ هُوَ النَّهَارُ فَلا مَعْنَى لِتَأْخِيرِ الْفِطْرِ وَالامْتِنَاعِ مِنْ السَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ”.

اقرأ أيضًا

الفرق بين اذان الامساك واذان الفجر

الفرق بين الاصالة والمعاصرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى