دين

حديث الرسول عن الصور

تعد مسألة الصور من المسائل التي محل خلاف بين العلماء فمنهم من أجاز تصوير غير ذوات الأرواح كالجبال والأنهار والأشجار ومنهم من منع تصوير أيضًا غير ذوات الأرواح ولكن ماذا جاء في حديث الرسول عن الصور وماذا نهى عنه من التصوير؟.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نستعرض حديث الرسول عن الصور، ولماذا لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه صور، وحكم التصوير في المذاهب الأربعة، وعلة تحريم التصوير من السنة النبوية، وما هو مباح من الصور.

حديث الرسول عن الصور

جاءت في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تناولت موضوع الصور، ودلت جميعها على تحريم تصوير كل ذي روح سواء كان آدميًا أو غيره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطمس الصور، وبين أن المصورين هم أشد الناس عذابًا يوم القيامة.

فما ورد في حديث الرسول عن الصور، عن ابن عمر – رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”إن الذين يصنعون هذه الصور يُعذبون يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتهم”، متفق عليه.

وجاء في شرح الحديث إن الذين يصنعون الصور سواء كانت رسما أو نحتًا أو تصويرًا من ذوات الأرواح كالحيوانات أو الآدميين فإنهم يُعذبون يوم القيامة لمضاهاتهم خلق الله، فيقُال لهم أحيوا فيها الروح كما أوجدتم الجسد، وهذا من باب التهكم والتوبيخ لفعلهم.

وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم :”من صور صورة في الدنيا كُلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ”، وفي رواية البخاري :”من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح”.

واستنادًا إلى حديث الرسول عن الصور أجمع العلماء على حرمة تصوير الحيوان أو الإنسان أو الطير واعتبروه من الكبائر التي متوعد فاعلها بوعيد شديد لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، فيما أجاز بعض العلماء تصوير الأشجار والأزهار ونحو من غير ذوات الأرواح.

ومن الأدلة على جواز تصوير غير ذوات الأرواح ما رواه مسلم أن رجلًا جاء ابن عباس، فقال: إني أصور هذه الصور فأفتن فيها، فقال له: ادن مني فدنا منه ثم أعادها، فدنا منه، فوضع يده على رأسه فقال: أنبئك بما سمعت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فتعذبه في جهنم، وقال:إن كنت لابد فاعلًا فاصنع الشجر وما لا نفس له.

وعن علي –رضي الله عنه- قال:” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقال: أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنًا إلا كسره ولا قبرًا إلا سواه ولا صورة إلا لطخها، فقال رجل: أنا يارسول الله، قال: فهاب أهل المدينة وانطلق الرجل ثم رجع، فقال: يارسول الله لم ادع بها وثنا إلا كسرته ولا قبرا إلا سويته ولا صورة إلا لطختها، ثم قال الرسول: من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد”.

حديث الرسول عن الصور

حديث عن الصور في البيت

لقد بين حديث الرسول عن الصور التحريم الشديد للصور من ذوات الأرواح سواء كانت لإنسان أو لحيوان أو لطائر، لما فيها من مضاهاة لخلق الله تعالى، كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة.

فعن القاسم بن محمد عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: اشتريت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، قالت يارسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ما أذنبت، قال: ما بال هذه النمرقة؟ فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائحة”، رواه البخاري ومسلم.

وجاء في الحديث عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة”، متفق عليه، وفي رواية البخاري عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام قال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة”.

وعن أبي هريرة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتات توطآن، ومر بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب لحسن أو لحسين كان تحت نضد لهما، فأمر به فأخرج”. رواه الترمذي.

حديث عن الصور في البيت

حكم التصوير في المذاهب الأربعة

وأما عن حكم التصوير في المذاهب الأربعة بناء على ما ورد في حديث الرسول عن الصور، فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تحريم رسم صور ذوات الأرواح سواء كانت مجسمة أو كانت مسطحة أو ترسم على قماش أو ورق أو جدار.

أما مذهب المالكية فقد ذهب إلى كراهة المسطحة، فإن كانت فيما يمتهن فلا كراهة بل خلاف الأولى، ورأى العلماء أن من قلد المالكية فيما ذهبوا إليه فلا ينكر عليه.

وقال العلماء إن من اتخذ صور حيوان إن كان معلقًا على حائط أو ثوبا ملبوسا أو عمامة ونحو ذلك مما لا يعد ممتهنا فهو حرام، أما إن كان يداس ويمتهن فليس بحرام.

ومن ثم فإن من خالف الجمهور ولم يحرم ما لا ظل له من الصور هو مذهب المالكية، وابن حمدان من الحنابلة، فقد قالوا بالكراهة، كما أنهم أجازوا لعب البنات والأطفال.

فيما ذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تحريم تصوير الإنسان أو الحيوان تمثالًا أو مسطحًا، واعتبر الحنابلة أن هذا التحريم من الكبائر ولكنهم استثنوا من هذا التحريم تصوير البدن بدون رأس أي تصوير البدن بدون عضو لا تبقي الحياة بدون فهذا جائز عندهم.

وأما الشافعية فتصوير البدن بدون رأس الراجح عندهم تحريمه، ولكنهم استثنوا من التحريم صور الإنسان أو الحيوان الخيالية، كتصوير إنسان له جناحان، أو بقرة لها منقار، كما أنهم استثنوا الصور المسطحة الممتهنة مثل التي تكون على الأرض.

اقرأ أيضًا عبر قسم ديناحاديث عن التصوير

حكم الألعاب ذوات الأرواح

واستثنى العلماء من الصور وحرمتها، إباحة صور لعب الأطفال كالعرائس ونحوها، فأجاز العلماء بصنعها وبيعها، وفقا لما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حين رأها النبي تلعب بالبنات ولم ينهاها عن ذلم.

فعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قالت: “كنت ألعب بالبنات فربما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري فإذا دخل خرجن وإذا خرج دخلن”.

وعن أم المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليها من غزوة تبول أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشة لعب فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟، قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟، قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه”.

اقرأ أيضًا : أحاديث عن الملائكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى