دين

حديث الرسول عن الصحابة

لقد كرم الله صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين عملًا وعلمًا فلبغوا الغاية والفضل والمعرفة لذلك اصطفاهم الله تعالى ليكونوا حول الرسول فأولئك الصحابة هم خير القرون في جميع الأمم كما أخبرنا حديث الرسول عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وحتى نتعرف أكثر على حديث الرسول عن الصحابة، وعدد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلهم ومواقفهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وحكم من سب وشتم الصحابة لنقرأ السطور التالية من هذا المقال على موقع الجواب 24.

حديث الرسول عن الصحابة

كان حول رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال جهادوا في سبيل الله والدعوة إلى الدين، خاضوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم الغزوات والمعارك لمحاربة أعداء الدين والمشركين، كانوا سباقين بكل خصلة جميلة من القول والعمل والصدق حتى بلغوا منزلة لم يبلغها أحد قبلهم ولا بعدهم، وأثنى عليهم الله عز وجل في كتابه الكريم ووعدهم بجنات النعيم.

هكذا كانوا صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمع لهم تزكية الله تعالى وثناؤه ومحبة رسوله وإعلاء ذكرهم حتى يوم القيامة، فهم كما وصفهم حديث الرسول عن الصحابة في صحيح مسلم والبخاري عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.

وهكذا فإن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة وأقومها هديا، كما قال ابن مسعود –رضي الله عنه- عن الصحابة “فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة”.

وقد ورد الكثير في أقوال السلف عن فضل الصحابة، فقال ابن مسعود – رضي الله عنه “إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه”.

حديث الرسول عن الصحابة

من هم صحابة الرسول

بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن الصحابة، تجدر بنا الإشارة إلى معرفة من هم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فليس كل من عاش في أيام النبي صلى الله عليه وسلم صحابي، ولكن ينبغي أن يكون آمن به ومات على الإيمان به.

وقال ابن حجر –رحمه الله تعالى- إن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت من روى عنه أو لم يرو عنه، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رأه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى.

وفي تعريف آخر للصحابة، أن الصحابي من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم ولو ساعة ولو حكما كالصبي في المهد وبما في ذلك النساء، وأيضًا من اجتمع به مؤمنًا به ثم ارتد ثم آمن ومات على الإيمان.

أما من أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يراه ولم يجتمع به فهو ليس صحابي، ومن أسلم ورأى النبي ولكن كان منافقًا فهو من المنافقين وليس من الصحابة، ومن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واجتمع به ثم ارتد بعد ذلك ومات فهو مرتد.

اقرأ أيضًا عبر قسم دينفضل الصحابة عن الله ورسوله

فضل الصحابة ومكانتهم

يتبين لنا من حديث الرسول عن الصحابة أنهم خير القرون مدى فضلهم ومكانتهم، فهم كما وصفهم الله عز وجل في كتابه الكريم في الآية 100 في سورة التوبة “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان”.

ويبين الله أيضًا فضل الصحابة –رضوان الله عليهم- في قوله تعالى :” لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى”.

ويقول الله عز وجل عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”، سورة الفتح.

ومما أخبرنا به أيضًا حديث الرسول عن الصحابة وفضلهم، قوله صلى الله عليه وسلم :” النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون”، وهو إشارة إلى ظهور البدع والفتن بعد رحيل الصحابة.

ويرجع فضل الصحابة إلى أنهم أول من أمن بالرسول صلى الله عليه وسلم حين كفر به الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه ونصروه وآووه ووقفوا إلى جواره بأموالهم وأنفسهم، وقاتلوا في سبيل الله الكفار والمشركين، وفتحوا البلاد في مشارقها ومغاربها لينشروا دين الله عز وجل.

فضل الصحابة ومكانتهم

عدد الصحابة

يمكنا أن نعرف فضل الصحابة ومكانتهم، ولكن يتساءل الكثيرون عن عدد الصحابة، وهو ما لا يمكن القطع به، إذ تفرق الصحابة في البلدان والقرى والبوادي، غير أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يوجد كتاب جامع يكتب فيه اسم من أسلم، فكما قال كعب بن مالك “والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ”.

ولكن اجتهد بعض العلماء في تحديد عدد الصحابة، فقال الحافظ أبو زرعة الرازي إن عدد الصحابة بلغ المائة وأربعة عشرون ألفا، ورأى العديد من العلماء أن هذا العدد ليس ببعيد عن الواقع.

حديث عن سب الصحابة

وكما أخبرنا حديث الرسول عن الصحابة ومكانتهم وفضلهم، فهناك من الأحاديث النبوية التي نهت عن سب الصحابة، فمن حين لآخر يخرج البعض ممن يتطاولون على الصحابة ويسبونهم، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم :”لا تسبوا أًصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه”.

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أنه قال :”لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة”.

وعن عبد الله بن مغفل المزني –رضي الله عنه- قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه”.

وعن ابن عباس –رضي الله عنهما – قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”.

وحين سئُل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة –رضي الله عنهم – فقال :”ما أراه على الإسلام”، وسئُل عمن يشتم عثمان، فقال :”هذه زندقة”.

اقرأ أيضًا: احاديث عن الصحابة الكرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى