دين

حديث الرسول عن التوبة

الإنسان كما أخبرنا الله تعالى مخلوق ضعيف يرتكب الأخطاء ويقع في المعاصي ويقترف الذنوب لذلك فتح الله باب التوبة أمام عباده ليتوب عليهم ولأن التوبة واجبة على كل مذنب يبحث العديد من الأشخاص عن حديث الرسول عن التوبة.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتناول حديث الرسول عن التوبة والآيات الشريفة التي تحث على التوبة، وفضل التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وما هي شروط التوبة النصوح.

حديث الرسول عن التوبة

التوبة باب من أبواب محبة الله تعالى للعباد، فهو القائل عز وجل في كتابه الكريم “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”، ومن فضل الله على العباد أن جعل التوبة تجب ما قبلها أي تمحو الذنوب التي ارتكبها الإنسان قبل توبته.

والتوبة ليس فقط على الشخص المذنب، ولكن من الأفضل أن يتوب كل شخص حتى لو ظن نفسه أنه لم يقع في المعاصي، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوب إلى الله وهو سيد الخلق أجمعين وأحبهم إلى الله عز وجل.

وقد جاء في حديث الرسول عن التوبة “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”، وفي رواية أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مئة مرة”.

ففي هذا الحديث إشارة إلى فضل التوبة لكل مخلوق وليس فقط المخطئين، فمهما بلغ الإنسان من التقوى فإنه قد لا يسلم من الوقوع في الأخطاء.

وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على التوبة وفضلها، فكما أخبرنا حديث الرسول عن التوبة “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.

حديث الرسول عن التوبة

باب التوبة والرجوع إلى الله

لقد حث حديث الرسول عن التوبة على كثرة التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، كما أن الله تعالى قد أمر بالتوبة في قوله تعالى :” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا”.

ومن رحمة الله عز وجل بعباده دوام قبول التوبة في الليل والنهار وفي كل وقت كما جاء في حديث الرسول عن التوبة “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.

ولقد أتاح الله عز وجل باب التوبة مفتوحًا أمام العبد لطالما بقي على قيد الحياة، فكما ورد في حديث الرسول عن التوبة “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر”، أي طالما أن روحه لم تبلغ الحلقوم.

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على التوبة مهما بلغت خطايا الإنسان، فيقول صلى الله عليه وسلم “لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تُبتم لتاب الله عليكم”، ليس هذا فحسب بل أن النبي امتدح التوابين في قوله صلى الله عليه وسلم ” خير الخطائين التوابون”.

من حديث الرسول عن التوبة نفهم أن تكرار الذنب لا يحول دون التوبة والرجوع إلى الله، فقد يقع الإنسان في معصية ما وكلما تاب منها عاد إليه حتى يمتلكه اليأس من نفسه ومن التوبة، إلا الله عز وجل يقبل التوبة وإن تكرر الذنب لطالما أن الروح لم تفارق الجسد المهم أنها تكون توبة صادقة من العبد.

ولقد حث الله عباده على التوبة والرجوع إليه وعدم اليأس من رحمته، فيقول تعالى :”نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم”، وقال تعالى أيضًا :”لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا”.

باب التوبة والرجوع إلى الله

آيات وأحاديث عن التوبة والاستغفار

تعددت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تحث على التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، والتي تبين حب الله تعالى للتوابين وقدرته عز وجل على التوبة مهما بلغت ذنوب العاصي، ونذكر من هذه الآيات القرآنية ما يلي:

  • “إلا الذين تابو وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم”سورة البقرة آية 160 .
  • ” إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم” سورة آل عمران آية 89″.
  • “إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيما”. سورة النساء آية 146.
  • “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” سورة آل عمران 135.
  • “ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم” سورة النحل آية 119.
  • “فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم” سورة المائدة آية 39.
  • “ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم” سورة التوبة آية 104.
  • ” وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم” سورة الأنعام آية 54.
  • “وتوبوا إلى الله جميعًا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون” سورة النور آية 31.

شروط التوبة

شروط التوبة

بعد أن تناولنا حديث الرسول عن التوبة والآيات القرآنية التي تحث على التوبة وفضلها والرجوع إلى الله عز وجل ينبغي الإشارة إلى أن هناك شروط لا تصح التوبة إلا بها، ومن شروط التوبة ما يلي :

  • الندم على ما مضى من ذنوب وسيئات ومعاصي.
  • الإقلاع عن الذنب وترك المعصية.
  • العزم بصدق على عدم الرجوع إلى الذنب.

فقد أجمع العلماء على أن التوبة لا تصح إلى بهذه الشروط الثلاثة، أن يندم العبد على سائر المعاصي ويعزم صادقًا على ألا يعود إليها، وفي حال كانت المعصية تتعلق بحقوق الله عز وجل فإنه يقبل التوبة كما وعد بذلك “إن الله يقبل التوبة عن عباده”، أما ما يتعلق بحقوق البشر فلابد من رد الحقوق لأصحابها.

كما أن من الأفضل الإقلاع عن المعصية والتوبة بعد وقوع الذنب دون تسويف، إذ يقول الله عز وجل “إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما”.

ومن المهم أيضًا الإصلاح بعد التوبة والعمل الصالح، فيقول الله تعالى :”إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا”.

اقرأ أيضًا عبر قسم دينأحاديث في فضل التوبة

فضل التوبة والرجوع إلى الله

لم يكتف الله عز وجل ورسوله الكريم بأن يحثوا على التوبة فحسب، بل بينا فضل التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، ولقد ورد ذلك في العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، ونذكر منها ما يلي :

  • التوبة تجلب محبة الله عز وجل لعبده التائب، فهو القائل سبحانه وتعالى :”إن الله يحب التوابين”.
  • التوبة أيضًا تكون سببًا في فلاح المؤمن في الدنيا والآخرة، وفقًا لقوله تعالى :”وتوبوا إلى الله جميعًا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون”.
  • التوبة والاستغفار تكون سببًا في زيادة الرزق، فقد جاء في سورة نوح قوله تعالى على لسان نبي الله نوح لقومه :”ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يُرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم”.
  • التوبة تكون سببًا في تكفير الذنوب واستبدالها بالحسنات، كما جاء في قوله تعالى :”إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”، كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.
  • التوبة تكون سببًا في دخول الجنة والفوز برضا الله عز وجل في الآخرة، وهو ما جاء في قوله تعالى :”يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار”.

قد يهمك أيضًا : الفرق بين الاستغفار والتوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى