تحتوي السنة النبوية الشريفة على مجموعة احاديث عن الصلح ، كان قد أوصى نبي الهدى محمد بن عبد الله -صل الله عليه وسلم- بضرورة التحلي بالصفات الحسنة التي يحبها الله عز وجل، ومنها الصلح بين الناس والصلح بين المتخاصمين.
كما أمرنا النبي محمد -صل الله عليه وسلم- بالابتعاد تمامًا عما يوسوس به الشيطان في كل وقت وحين، خاصة وأن الشيطان دائمًا ما يوسوس للعبد بأنه سوف يتعرض للآذى إذا قام بأخذ خطوة الصلح الأولى، أو سيتم النيل منه ومن عِرضه وأن الصلح يفقده الهيبة وهذا غير سليم بالمرة.
احاديث عن الصلح
- عن أَبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بيْنَ الاثْنَيْنِ صَدقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعهُ صَدقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيبةُ صدقَةٌ، وبكُلِّ خطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- عن أُمِّ كُلْثُوم بنتِ عُقْبَةَ بن أَبي مُعَيْطٍ رضي اللَّه عنها قَالَتْ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
- في رواية مسلمٍ زيادة: قَالَتْ أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط -رضي الله عنها -: وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخِّصُ في شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُهُ النَّاسُ إِلا في ثَلاثٍ، تَعْنِي: الحَرْبَ، وَالإِصْلاحَ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحَديثَ المَرْأَةِ زَوْجَهَا.
- عن عائشة رضي اللَّه عنها قَالَتْ: سمِع رسولُ اللَّه ﷺ صَوْتَ خُصُومٍ بالْبَابِ عَالِية أَصْواتُهُمَا، وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شيءٍ، وَهُوَ يَقُولُ: واللَّهِ لا أَفعَلُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا رسولُ اللَّه ﷺ فَقَالَ: أَيْنَ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللَّه لا يَفْعَلُ المَعْرُوفَ؟ فَقَالَ: أَنَا يَا رسولَ اللَّهِ، فَلهُ أَيُّ ذلِكَ أَحَبّ. متفقٌ عليه.
روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سلامى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقةٌ، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وكل خطوةٍ يخطوها إلى الصلاة صدقةٌ، ويميط الأذى عن الطريق صدقةٌ)). - روى أبو داود عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضلَ مِن درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إصلاح ذات البَيْنِ، وفساد ذات البَيْنِ الحالقة))؛ (حديث صحيح).
- روى البيهقي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمِل ابن آدم شيئًا أفضلَ من الصلاة، وصلاحِ ذات البَيْن، وخُلقٍ حسنٍ))؛ (حديث صحيح).
- روى مسلمٌ عن قَبيصة بن مخارقٍ الهلالي قال: تحمَّلت حَمالةً فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها،فقال: ((أقِمْ حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها))، قال: ثم قال: ((يا قَبيصة، إن المسألة لا تَحِلُّ إلا لأحد ثلاثةٍ: رجلٍ تحمَّل حَمَالةً فحلَّتْ له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك)).
- روى مسلمٌ عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المُقسِطين (أي العادلين) عند الله على منابرَ من نورٍ، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمينٌ، الذين يعدلون في حُكمهم وأهليهم وما وَلُوا “أي: مَن كانت لهم عليه ولاية”)).
آيات قرآنية عن الصلح بين الناس
- قَالَ الله تَعَالَى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114].
- قالَ تَعَالَى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128].
- قالَ تَعَالَى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1].
- قال تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10].
- قال تعالى : ﴿ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 61، 62].
- ويقول الله تعالى أيضًا: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224].
- يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].
- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].
- وقال تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181].
- يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].
مقالات أخرى قد تهمك:-
احاديث عن البخل
احاديث عن الاحتفال بالمولد النبوي
