أعراض وأمراض

هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة

يعاني مريض الوسواس القهري من العديد من الأعراض المزعجة والتصرفات القهرية التي تسبب له الكثير من المشاكل وقد تعيق دون أن يعيش حياته بشكل طبيعي وربما أيضًا تؤثر على علاقة المريض بربه وصلاته لذلك فإن من أكثر الأسئلة التي تشغل المصابين بهذا اضطراب النفسي هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة؟.

خلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف ماذا يعني الوسواس القهري، وما هي أعراضه، وهل يُحاسب مريض الوسواس القهري على هذه التصرفات، و هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة، وما هو أجر الصبر على الوسواس القهري؟.

ما هو الوسواس القهري

قبل معرفة الإجابة على سؤال هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة، نوضح أولًا المقصود بالوسواس القهري، فهو مجموعة من الأفكار غير المنطقية والتصرفات الإجبارية التي تصدر عن الشخص نتيجة عدة أسباب أبرزها القلق والخوف.

ويعتبر الوسواس القهري نوع من الاضطراب النفسي الذي يؤدي إلى تكرار بعض التصرفات بشكل قهري أو لا إرادي من قبل المريض، ويتفاوت أعراضه من شخص إلى آخر، ولكنه في النهاية يعوق دون أداء المهام اليومية ، ويسبب الكثير من الأعراض المزعجة وغير المنطقية.

ومن أكثر أعراض الوسواس القهري انتشارًا ما يلي:

  • الخوف الزائد من الإصابة بالمرض.
  • الخوف من الفشل وشك المريض في قدرته على مواجهة الصعاب.
  • أفكار عدوانية بإيذاء النفس أو الآخرين.
  • سيطرة أفكار غير مرغوب فيها، مث العنف في الجنس أو أفكار غريبة في النواحي الدينية.
  • سيطرة أفكار بالتصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة.
  • الخوف غير المبرر من التلوث لذلك يتجنب لمس الأشياء التي لمسها آخرون.
  • تجنب المصافحة بالأيدي.
  • تكرار مواقف الشك في غلق الأبواب أو الأنوار.
  • الشك في الوضوء وعدد الركعات التي أداها في الصلاة، لذلك يكرر الوضوء والصلاة.
  • الاهتمام المبالغ فيه بالدقة والنظام.
  • الاستحمام أكثر من مرة خلال اليوم وغسل اليدين بشكل مبالغ فيه.
  • تكرار كلمات وجمل معينة والتعلثم خلال الحديث والشعور بالتوتر والارتباك عند الحديث مع الآخرين.

ما هو الوسواس القهري

هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة

كل هذه الأعراض التي يبدو أنها تحمل مريض الوسواس القهري ما لا يطيق أو قد تدفعه لسلوكيات وتصرفات غير منطقية تصل إلى حد إيذاء نفسه وإيذاء الآخرين، وذلك يمكن أن تؤثر على العبادة والصلاة وعلاقة الإنسان برب العالمين، تأخذنا إلى الإجابة على سؤال هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة؟.

لقد اختلف العلماء حول حكم محاسبة مريض الوسواس القهري على تصرفاته وأفكاره، فالبعض منهم يرى أن الله لطيف بعباده ويرفع عنهم ما يصدر منهم بمجرد وساوس وهواجس النفس والصدر، وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :”إن الله تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم”.

ويرى علماء آخرون أن المريض بالوسواس القهري كان بإمكانه أن يجاهد هذه الوساوس وينتهي منها، مثل الذي يترك الصلاة بسبب كثرة الوساوس، فكان من الأولى أن يحافظ على صلاته ويعرض عن هذه الوساوس.

وأما الرأي الذي يميل إلى عدم محاسبة مريض الوسواس القهري فيستند إلى أن الوسواس القهري أمر لا إرادي، وإن كانت الوسوسة في بدايتها من الشيطان، إلا أنها انتهت به إلى سلوكيات لا إرادية، مستشهدين بقول الإمام ابن الجوزي في حق المصاب بالوسواس “ليس على المريض حرج”.

وروى ابن الجوزي عن أبي الوفاء بن عقيل أن رجلًا قال له: أنغمس في الماء مرارًا كثيرة وأشك، فهل صح لي الغسل عند ذلك أم لا؟، فقال له الشيخ: اذهب فقد سقطت عنك الصلاة، قال وكيف؟: قال: لأني النبي صلى الله عليه وسلم قال :”رفع القلم عن ثلاث: المجنون حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ  والصبي حتى يبلغ”.

أما ابن القيم فورد عنه في حكم المريض بالوسواس القهري قوله :”فإن قال الموسوس هذا مرض بليت به، قلنا له: نعم وسببه قبول من الشيطان ولم يعذر الله أحدًا بذلك، ألا ترى أن آدم وحواء لما وسوس لهما الشيطان قبلا منه أخرجا من الجنة؟.

وخلاصة الإجابة على سؤال هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة؟، هي أن هناك اختلاف بين العلماء حول محاسبة المريض على أقواله وأفعاله، فمنهم من يرى أنها مجرد وساوس من الشيطان وينبغي على المريض أن يتجاوزها، ومنهم من يرى أنها تصرفات وأفكار لا إرادية.

فيما اتفق العلماء على أنه إذا اشتدت الأعراض على مريض الوسواس القهري، ووصلت حالة المريض إلى حد الإصابة بالهلاوس والأوهام فإنه يكون ممن يشملهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم رُفع عنهم القلم، لأن المرض هنا يؤثر على سلامة قواه العقلية، فيسقط عنه التكليف، ولا يُحاسب المريض على ما فعله دون إدراك أو وعي.

اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض : هل مريض الوسواس القهري مرفوع عنه القلم

هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة

أجر الصبر على الوسواس القهري

كما أوضحنا في الإجابة على سؤال هل مريض الوسواس القهري يدخل الجنة أن هناك اختلاف بين العلماء، فمنهم من يرى أنها مجرد وساوس من الشيطان، ومنهم من يرى أنها تصرفات قهرية لا إرادية، ولكن في جميع الأحوال يعاني المريض من العديد من الأعراض التي تعوق أن يمارس حياته بشكل طبيعي، فهل هناك أجر على هذا المرض؟.

لقد بين العلماء فيما يتعلق بأجر الصبر على الوسواس القهري أن المسلم لا يُبتلى أي ابتلاء فيصبر ويحتسب إلا وفاه الله أجر ذلك، وفقًا لقوله تعالى في سورة الزمر “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

وجاء أيضًا في قوله تعالى في في سورة البقرة “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

وورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها، وجاء أيضًا في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم :”عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.

ويرى العلماء أن الوسواس القهري نوع من الابتلاء، فمن صبر عليه فكان له أجر الصابرين، وذلك استنادًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة جاءت إليه فقالت: يارسول الله إني أصرع فادع الله لي، فقال: إن شئت دعوت الله لك، وإن شئت صبرت ولك الجنة، فقالت: يارسول الله أصبر، ولكني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف فدعا لها.

وكذلك الفريق من العلماء الذي يرى أن الوسواس القهري من الشيطان، فهو أيضًا يتفق مع العلماء أن هناك أجر كبير في الصبر على هذه الوساوس ومجاهدتها، وذلك استنادًا لما رواه مسلم عن أبي هريرة إذ قال:”جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟، قالوا: نعم، قال:ذاك صريح الإيمان”.

وفي حديث آخر رواه مسلم، أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” يارسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يُقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني”.

واستدل العلماء بهذه الأحاديث أن مجاهدة الإنسان على صد وساوس الشياطين كالمجاهد الذي جاءه العدو، وبالتالي يُثاب المرء على كراهة هذه الوساوس وبغضها ومحاولة مجاهدتها واعتبار ذلك من صريح الإيمان، لذلك على العبد أن يثبت ويصبر ويلازم ذكر الله حتى تنصرف عنه هذه الوساوس.

قد يهمك أيضًا: هل مريض الوسواس القهري مجنون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى