دين

حديث الرسول عن الصدقة

الصدقة هي من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل فضلًا عن أنها تكون سببًا في دفع البلاء والأمراض وتنفع العبد حتى بعد مماته وبذلك ففيها خير كبير للمتصدق ليس فقط في كسب رضا الله تعالى ولكنها تنجيه من شرور الدنيا وعذاب الآخرة كما أخبرنا بذلك حديث الرسول عن الصدقة.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نتناول حديث الرسول عن الصدقة وأهمية الصدقة في دفع البلاء وفضل صدقة السر، ومدى صحة حديث “داووا مرضاكم بالصدقة”.

حديث الرسول عن الصدقة

شرع الله الصدقة لتطهر النفس وتزكي العبد، بل أنها تزيد من ماله وتدفع عنه البلاء، كذلك تكون سببًا في تكفير الذنوب والخطايا والفوز بالحسنات وبرضى الله عز وجل كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم “الصدقة تطفيء الخطيئة كما تطفيء الماء النار”.

ولقد شرع الله الصدقة أيضًا لدفع الشح والبخل وقسوة القلب، ولقضاء حوائج الناس والتآلف بين القلوب وتحقيق الأمان للفرد والمجتمع، لذلك حث النبي على التصدق وتفريج كرب المسلمين بعضهم لبعض، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.

وجاء في حديث الرسول عن الصدقة ما رواه أبو هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”، حديث في صحيح مسلم.

ويؤكد حديث الرسول عن الصدقة أنه لن ينقص مال من متصدق، بل أن البركات ستحل على ماله وتزيده إلى أضعاف ما يخرجه فضلًا عن الأجرب والثواب في الدنيا والآخرة، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “كل امريء في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس”.

وجاء في صحيح الترمذي حديث الرسول عن الصدقة رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنةن والصدقة تطفيء الخطيئة كما يُطفيء الماء النار”.

حديث الرسول عن الصدقة

حديث عن الصدقة في السر

يوجد نوعان من الصدقة هما صدقة السر وصدقة العلن، أي يمكن أن يتصدق الشخص على أعين الناس أيًا كانت نوع الصدقة سواء مال أو تمر أو سلع أو ملابس وغير ذلك، ويمكن أن يخفي الصدقة عن الناس وتكون فقط بين المتصدق والمتصدق عليه.

وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل صدقة السر، فهي من أفضل الصدقات كما جاء في حديث الرسول عن الصدقة في رواية عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تُطفيء غضب الرب”.

وورد عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه”، متفق عليه.

وفسر العلماء شرح الحديث فيما يتعلق بصدقة السر، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والإسرار بالصدقة ومدى فضلهم، حتى أن شمال الرجل نفسه لا يعلم ماذا تنفق يمينه، وهذا لأنه سيكون أبعد عن الرياء والسمعة.

كما أن الله عز وجل قد ذكر في كتابه الكريم فضل صدقة السر، في قوله تعالى :”إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير”، الآية 271 سورة البقرة.

وقال الإمام ابن كثير في تفسيره، إن قول الله تعالى فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، وذلك لأنه يبعد المتصدق عن الرياء، وكذلك فإن الأصل في الصدقة الإسرار وهو الأفضل، ولكن صدقة العلن أيضًا لها فضل لما يترتب عليها من اقتداء الناس به ولكن مع الحرص على سد مداخل الشيطان والحذر من الرياء والإعجاب بالنفس.

حديث عن الصدقة في السر

أحاديث عن الصدقة للمريض

كما أشارنا فإن الصدقة لها فضل كبير، لذلك يهتم الكثير من الناس بالبحث عن أحاديث عن الصدقة للمريض، إذ يشتهر بين الناس مقولة “داوو مرضاكم بالصدقة” على أنها حديث شريف، ولكن ما حقيقة ذلك؟.

اتفق العلماء على أن حديث “داووا مرضاكم بالصدقة” غير صحيح ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال عنه الألباني حديث موضوع أي مكذوب.

ورغم أن حديث “داووا مرضاكم بالصدقة” غير صحيح، إلا أن هذا لا يعني أن الصدقة لها فضل كبير في الحصول على الشفاء وكل خير، فهي تدفع البلاء عن العبد وتكون سبب في رفع المعاصي التي قد تكون سببًا في البلاء والأمراض.

اقرأ أيضًا عبر قسم دينأحاديث عن فضل الصدقة

حديث عن الصدقة تدفع البلاء

أما عن أهمية الصدقة في دفع البلاء، فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار”، وحديث آخر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند الخسوف :”فإذا رأيتم ذلك، فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا”.

وقد ورد في حديث آخر سنده ضعيف، قوله صلى الله عليه وسلم :”إن الصدقة تدفع ميتة السوء، وتطفيء غضب الرب”.

كذلك ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله “إن الصدقة لتطفيء عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته”.

ويستمر فضل الصدقة حتى بعد وفاة الشخص فتنفعه في القبر وتصرف عنه عذابه، كما قال صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

ويقول ابن القيم رحمه الله، إن الصدقة لها تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء حتى لو كانت من ظالم أو فاجر وسواء كامن عامة الناس أو خاصتهم.

كما ورد عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- “باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة”.

وفي السياق نفسه روى الإمام البيهقي عن الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخاطها”.

وليس من المهم التصدق بالكثير، ففي الصحيحين البخاري ومسلم، جاء حديث شريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :”من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل”.

وفي الصحيحين البخاري و مسلم جاء هذا الحديث الشريف عن الصدقة والذي يبين فضل الصدقة ولو بالقليل، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : “مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ” (روي في الصحيحين وصححه الألباني في صحيح الجامع).

اقرأ أيضًا : ما الفرق بين الزكاة والصدقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى