كثيرا ما يختلط علينا فهم لفظين متقاربين أو متشابهين، ونعتقد أنهما مترادفان ويعطيان نفس المعنى؛ إلا أنهما في الحقيقة مختلفان، ومن هذه الألفاظ المتشابهة في اللغة العربية الوزن والكيل فعلى الرغم من تقاربهما فإن كل لفظ له دلالة معينة ومعنى مختلف؛ لذا نتعرف في هذا المقال على الفرق بين الوزن والكيل .
- الفرق بين الوزن والكيل
- الكيل والميزان في القرآن
- أنواع الموازين
اقرأ أيضا: الفرق بين شروط النكاح والشروط في النكاح
الفرق بين الوزن والكيل
عندما نبحث في معاجم اللغة العربية، نجد ان الفرق بين الوزن والكيل ، أن الوزن: هو وحدة قياس تقاس بها ثقل الشيء، أما الكيل فهو عبارة عن وعاء تكال به الحبوب.. كذلك فإن الوزن هو عيار تقدر به الأشياء، والمكيال غالبًا ما يستخدم للأشياء المزروعة مثل المحاصيل الزراعية، فقد قال تعالى في سورة يوسف مثالا يؤكّد أن الكيل يكون للقمح والشعير، حيث قال : {فأوف لنا الكيل}، أما الوزن فغالبًا ما يستخدم للأشياء التجارية، ويوزن به وزن الأشياء.
الكيل والميزان في القرآن
وجاء لفظا الكيل والميزان في عدة آيات من القرآن الكريم، في مضمونها ما يحث على ضرورة الأخذ بالعدل، وأخرى إظهار للموازين والمعاملات بين الناس.. مثل قوله تعالى: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ}.
وقد أوضح القرآن بالتفصيل الدقيق دلالة اللفظين وأكد عقاب من يطفف في الميزان، أي يغش الناس في الميزان، وسميت بسورة خاصة بهم وهي المطففين؛ مؤكدا أن لهم الويل.. حيث قال الله تعالى: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).
ويتضح إذا من آيات القرآن أن الكيل يختلف عن الميزان بحسب السلعة الموزونة ذاتها؛ فالكيل هو وعاء لتحديد مكيال الحبوب كالقمح والشعير والأرز وجميع المحاصيل المزروعة، أما الميزان فهو الوزن أو العيار الذي تقدر به ثقل الأشياء.
وذكر لفظا الكيل والميزان في القرآن لتحديد أوامر الشرع في تعاملات الناس؛ للترغيب في تطبيق العدل ووضع القسط؛ والترهيب من الظلم والغش والسرقة والاحتيال؛ وذلك لاتباع أوامر الحق سبحانه.
والآيات التي ذكر فيها الكيل والميزان كثيرة، نذكر منها:
(وأوفوا الكيل بالقسط ولا تخسروا الميزان)
(وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم)
(ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).
اقرأ أيضا: الفرق بين النكاح والزواج
أنواع الموازين
تتعدد أنواع الموازين منذ القدم وحتى عصرنا الحالي؛ وسنذكر نوع ووقت واستخدام كل نوع من هذه الموازين عبر العصور المختلفة.
الميزان التقليدي القديم
وهو ميزان كان مستخدما قديما وبالتحديد في عام 5 آلاف قبل الميلاد.. وهو عبارة عن أحواض معلقة بأحبال لوزن السلع.
الميزان الميكانيكي
كان في القرن 19 ويستخدم في وإن المواد الثقيلة والمركبات وله مؤشر حساس.
ميزان المواد السائلة
كان يستخدم في وزن الأغذية ومكوناتها لاتباع أنظمة غذائية مختصة بصحة الجسم.
ميزان رقمي
وهو أحدث الموازين التى توصل إليها العلم الحديث؛ حيث يستخدم في وزن المواد الغذائية وكتلة الجسم والبضائع؛ ويكون له مؤشر رقمي أمامي وخلفي؛ لتحديد وزن الجسم بالرقم.
وتمتلئ لغتنا العربية الجميلة بالكثير من الألفاظ والكلمات وأحيانا تكون متشابهة أو تبدو مترادفة؛ إلا أنها في الحقيقة مختلفة في المعنى؛ إذ أن لكل لفظ دلالة لغوية خاصة واضحة ودقيقة.
وقد خصها الله تعالى اللغة العربية عن جميع اللغات؛ بأن جعلها لغة القرآن الكريم؛ لذا فهي تسمى بأم اللغات، وأيضا لغة الضاد؛ حيث تضع كل لفظ في مكانه ليصل المعنى بمنتهى البلاغة، وقد كانت هي السائدة دائما وقديما بالتحديد، كانت العربية الفصحى هي المستخدمة بين الناس، وظلت تتطور اللهجات فقط تبعا لكل عصر وقوم، حتى انتشرت اللغة العامية الدارجة حاليا بين الناس؛ وكلها مشتقة من اللغة العربية ولكن مجرد اختلاف في اللهجات والنطق فقط.
اقرأ ايضا : الفرق بين الماء الطاهر والطهور
