الفرق بين

الفرق بين الاصالة والمعاصرة

تكثف البحث عن الفرق بين الاصالة والمعاصرة، حيث أصبحوا من الكلمات التي كثر الحديث عنها والدعوة إليها في الوقت الحالي، حيث أن هذا الأمر من الأسئلة  التي حظيت على اهتمام كبيرفي العقل المسلم، ولم تزل تحظى بهذا الاهتمام، وهل تعني الأصالة العودة إلى كل القديم واالاتيان  بالماضي، والفخر والاعتزاز به، والأصالة والمعاصرة يُعدوا وحدة بُعدي الزمان، وحدة الماضي والحاضر.

ويمكن التعرف على الفرق بين الاصالة والمعاصرة، وعرض بعض المعلومات العامة في هذا الصدد على النحو التالي.

الفرق بين الاصالة والمعاصرة

في البداية يمكن تعريف الأصالة  بأنها المحافظة على جوهر الأمور باستنادها إلى الأصول والأدلة الشرعية بالإضافة التمسك بمبادئها الأساسية، أما المعاصرة تعني التكافؤ  مع العصر الذي تعيش فيه بحيث تعالج واقعه وتستجيب  لمتطلباته .

ومن ثم فيجب العلم أن الأصالة ليست لفظ معاكس للمعاصرة كما يظن البعض، فالأصالة لا تعني القوالب الجامدة لأبنية المجتمع سواء فكرياً أو حركياً، من غير أن يطالها التطوير والتعديل وفق مقتضيات العصر.

فالأصالة  يمكن أن تكون الوجه الصحيح لمعنى الابتكار والتميز ، حيث أن الأصالة في الرأي تعني جودة الرأي ، والأصالة في الأسلوب تعني ابتكاره، وأما الأصالة في النسب تعني عراقته.

وفي هذا الصدد وصف  ابن خلدون الأصالة قائلا “أن لكل مجتمع سمات خاصة به تفرقه عن غيره وفقا لظروفه التاريخية والمناخية حتى أن للهواء أثرا على ألوان البشر وأخلاقهم والكثير من أحوالهم وهو بهذا يرمي إلى التميز الذي يعبر عنه علماء الاجتماع بالشخصية القومية”.

أما المعاصرة، يمكن تعريفها بشكل يوضح الفرق بينها وبين الأصالة بأنها المقصود بها مواكبة العصر، بالإضافة إلى معايشته، حيث أن لكل عصر عصريته، والحداثة أو العصرية يقصد بها عملية التغيير التي وفقًا لها تحصل المجتمعات المتعددة على الصفات المشتركة التي تتميز بها المجتمعات المتقدمة والعصرية.

ضوابط الأصالة والمعاصرة في الدعوة الإسلامية

هناك عدد من صوابط الأصالة والمعاصرة في الدعوة يمكن توضيحها على النحو القادم:

  • الالتزام بالأصول الشرعية ، واتباع السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين، وفي هذا الصدد  يروى عن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : ” وعظنا رسول الله صلى الله علية وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : ” أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة”.
  • التمسك بشرعية المناهج والأساليب والوسائل ،فيجب على الفرد المسلم أن يبتعد عن الحرام، وعن الرسول “صلى الله عليه وسلم”:” تحروا الصدق، وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة “.
  • ويجب أن يراعي الدعاة الابتكار والتجدد، وألا يكتفوا بالوسائل المتوارثة، ولا يستعملوا وسائل حديثة متطورة تساعدهم على الوصول لأهدافهم وتعينهم على تحقيق غاياتهم.
  • ومن ضوابط الأصالة والمعاصرة في الدعوة أيضًا العودة في حكم المسائل المستجدة إلى أهل العلم والاختصاص، من أجل الحصول على التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وفي هذا الشأن قال الرسول صل الله عليه وسلم “: ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً ، اتخذ الناس رؤوسا جهالاً ، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”.
  • ويمكن أيضًا ذكر ضوابط الأصالة والمعاصرة في الدعوة بضرورة  التوسط والاعتدال في التمسك بالدين وأيضًا البعد عن الغلو والتشدد، وفي نفس الوقت البعد عن التقصير والتساهل.

اقرأ أيضًا

الفرق بين الاذان والاقامة

الفرق بين الاستحاضة والحيض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى