تعتبر الرياضة جزءًا هامًا من الحياة الصحية والنشاط البدني المنتظم يساعد على تحسين الصحة واللياقة البدنية، وتقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الرياضة أيضًا وسيلة لتحسين الصحة العقلية والتخلص من التوتر والقلق والاكتئاب، وغيرها من الفوائد المتعددة ولهذا يبحث البعض عن حديث الرسول عن الرياضة.
ويقدم موقع الجواب 24 عبر السطور التالية من هذا التقرير حديث الرسول عن الرياضة، بالإضافة إلى توضيح أنواع الرياضة التي كانت موجودة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وعرض مجموعة من أقوال السلف والصحابة حول الرياضة، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الرياضة
للباحثين عن حديث الرسول عن الرياضة، نوضح لهم أنه لا يوجد حديث معروف لدى السنة النبوية الشريفة يتحدث بشكل مباشر عن الرياضة كما نعرفها في الوقت الحالي، ومع ذلك، يوجد عدد من الأحاديث التي تشجع على النشاط البدني والحركة والقوة البدنية.
ومن بين تلك الأحاديث، قوله صلى الله عليه وسلم “كل شيء ليس من ذكر الله فهو لعب لا يكون اربعة ملاعبة الرجل امراته وتاديب الرجل فرسه ومشي الرجل بين الغرضين وتعلم الرجل السباحة”.
من بين هذه الأحاديث، حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: “إنَّ اللهَ يحِبُّ إذَا عَمِلَ أحدُكُم عَمَلاً أنْ يُتْقِنَه” (رواه البخاري). هذا الحديث يشجع على تحسين مهاراتنا وتعلُّم المزيد وتطوير أنفسنا، ويمكن تطبيقه على الرياضة وتحسين أداءنا فيها.
وأيضاً، يوجد حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ؛ احْرِصْ على ما ينْفعُكَ، واستعِنْ باللهِ ولا تعجزْ” (رواه مسلم). يمكن تفسير هذا الحديث بأن الله يحب الأشخاص الذين يحافظون على قوامهم البدني وصحتهم، ويشجعنا على العمل على تحسين قوتنا ولياقتنا البدنية من خلال الرياضة وغيرها من الأنشطة البدنية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الجهاد في سبيل الله الذي يتضمن النشاط البدني جزءًا من عبادة المسلمين ويحث عليه الدين الإسلامي، فالجهاد يتطلب النشاط البدني والقوة الجسدية والعقلية، ويشجع على الالتزام بالعمل والتحدي والاستمرارية في التدريب والتحسين.
وهناك حديث آخر حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصى” رواه مسلم.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الرياضة البدنية
آيات قرآنية عن الرياضة
لا يوجد ذكر مباشر للرياضة في القرآن الكريم. ولكن هناك، إلا أن الله سبحانه وتعالى قال :”وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.” وذلك في سورة الأنفال الآية رقم 60.
وتجدر الإشارة إلى أنه الإعداد الجيد يكون عن طريق قوة الإيمان بالإضافة إلى قوة الأجسام في نفس الوقت، ولا تتم قوة الأجسام إلا عن طريق ممارسة الرياضات المختلفة.
أنواع الرياضة في عهد الرسول
كانت الرياضة تشمل العديد من الأنشطة والألعاب في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي المجتمع العربي القديم، بما في ذلك:
- من أبرز أنواع الرياضة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الفروسية، حيث كانت الفروسية رياضة شعبية في عهد الرسول، وكان يتمثل ذلك في تدريب الخيول والركوب عليها، وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على تدريب الفرسان والخيول في المدينة المنورة.
- الرماية، حيث كانت الرماية تعتبر رياضة شعبية في العصر الجاهلي، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على ممارسة الرماية بأنواعها المختلفة.
- السباحة، لقد كانت السباحة تعتبر أحد الرياضات المفضلة في المجتمع العربي القديم، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على ممارسة السباحة والاستحمام بصفة عامة، كما يشير إلى ذلك بعض الأحاديث النبوية، ومنها ما ذكرناه في السطور السابقة.
- الرياضات القتالية، ومنها الملاكمة، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى التمرين على هذه الأنشطة الرياضية، ولكن بشروط معينة ومن دون الإفراط في العنف، حيث قال الرسول “إذا قاتل أحدكم أخاهُ فليتجنب الوجه، فإن الله خلقَ آدم على صورته”.
- وأيضًا رياضة المصارعة، فقد روى أبو جعفر بن محمد بن علي بن رُكانة عن أبيه أن رُكانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرَعه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ومن ضمن الرياضات التي كانت شائعة في عهد النبي رياضة المبارزة، والدليل على ذلك ما وقع في غزوة بدر، حيث أمر النبي محمد ثلاثةً من أصحابه الأقوياء وهم : علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بمبارزة شيبة وعتبة ابنَيْ ربيعة والوليد بن عتبة.
- بالإضافة إلى رياضة الصيد، فورد إلينا في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقتما سُئل عن حكم الصيد، فقال للسائل: “.. وأما ما ذكرتَ أنك بأرض صيد، فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل، وما صدت بكلبك الذي ليس معلَّما فأدركت ذكاته فكل”.
- رياضة الجري والمشي، حيث كان الجري والمشي من أشهر الرياضات في المجتمع العربي القديم، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على ممارستهما كأحد الأنشطة الصحية والمفيدة للجسم.
وتجدر الإشارة إلى أنه يندرج تحت رياضة المشي المشي في مناسك الحج، وأيضًا المشي إلى المساجد، فضلا عن السير وراء الجنازة، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكباً ماشياً فيصلي فيه ركعتين”، وفي حُمَّى يثرب أمر النبي أصحابه “أن يَرمُلوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم”، كما روت عائشة رضي الله عنها: “سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته ما شاء الله، حتى إذا رهقني اللحم فسبقني، فقال: هذه بتلك.
قد يهمك أيضًا: لافتة عن ممارسة الرياضة
أقوال السلف الصالح عن الرياضة
بعد أن ذكرنا حديث الرسول عن الرياضة، وما هي أنواع الرياضات التي كانت تمارس في عهده عليه الصلاة والسلام، نذكر أقوال بعض السلف الصالح عن الرياضة والنشاط البدني، ومنها الآتي:
- قال عمر رضي اللهعنه : علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية.
- كما قال حسين المهدي: إن التَّنقُّل والمشي يعين على طلب الرِّزق، ويُكْسِب الصِّحة، ويجدِّد للإنسان النَّشَاط، ويغرس فيه الأمل، ويُبْعده عن الكسل، وأي قيمة لإنسان فارغ كسول في حياة مفعمة بالجِدِّ والعمل وحبِّ الإنتاج، فمن رضي الخُمُول كان فارغًا كسولًا، تموت آماله وهو يرمقها بعين النَّدامة، لا غاية له يسعى إلى تحقيقها، ولا طريق واضحة يسير فيها، إنَّ حياته كلَّها شقاء.
- وقال ابن القيِّم: “الكسَالى أكثر النَّاس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النَّشَاط والجِدِّ في العمل”.
- وقال أحدهم: الجسم ليحتاج إلى الرياضة كما يحتاج الفم إلى الطعام، فكما يموت الجسم بلا طعام، يموت أيضًا بلا رياضة.
ختامًا، نؤكد على أن الرياضة لعبت دورًا هامًا في الحياة اليومية للمسلمين في العصور القديمة والحديثة، وقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح دور هام في تشجيع المسلمين على ممارسة الرياضة والحفاظ على صحتهم، حيث أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين الذين يحرصون على صحتهم ويعملون على تطوير أنفسهم في كل المجالات، بما في ذلك الرياضة.
