قصائد وأشعار

قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم

يعتبر المعلم أحد أهم الشخصيات في الحياة اليومية، فله الدور الأكبر بعد الأب والأم في تربية النشيء وتعليمه، وتلقينهم دروسهم، منذ سنوات عمرهم الأولى حتى تخرجهم من الجامعة، وهناك الكثير من الشعراء الذين تغزلوا في فضل المعلم وأهمية دوره، وبين بين تلك الكلمات  قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم.

وخلال السطور التالية من هذا التقرير نستعرض قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم، الذي كتبها ليرد بها بسخرية على قصيدة أحمد شوقي “قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا” كما نستعرض الأبيات الشعرية لأمير الشعراء عن المعلم، وذلك على النحو التالي.

قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم

تقدم الأبيات القادمة القصيدة التي كتبها الشاعر  إبراهيم طوقان عن المعلم، وهي:

شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى  بِمُصِيبَتِي

قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا

اقْعُدْ  فَدَيْتُكَ  هَلْ  يَكُونُ  مُبَجَّلاً

مَنْ كَانِ  لِلْنَشْءِ  الصِّغَارِ  خَلِيلا

وَيَكَادُ   يَفْلِقُنِي  الأَمِيرُ  بِقَوْلِـهِ

كَادَ  الْمُعَلِّمُ  أَنْ  يَكُونَ  رَسُولا

قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم

لَوْ  جَرَّبَ  التَّعْلِيمَ  شَوْقِي  سَاعَةً

لَقَضَى  الْحَيَاةَ  شَقَاوَةً  وَخُمُولا

حَسْب  الْمُعَلِّم  غُمَّـةً  وَكَآبَـةً

مَرْأَى  الدَّفَاتِرِ  بُكْـرَةً  وَأَصِيلا

مِئَـةٌ عَلَى  مِئَةٍ إِذَا هِيَ  صُلِّحَتْ

وَجَدَ العَمَى نَحْوَ  الْعُيُونِ سَبِيلا

وَلَوْ  أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً  يُرْتَجَى

وَأَبِيكَ  لَمْ  أَكُ  بِالْعُيُون  بَخِيلا

لَكِنْ   أُصَلِّحُ   غَلْطَـةً  نَحَوِيَّـةً

مَثَـلاً  وَاتَّخِذ  الكِتَابَ   دَلِيلا

مُسْتَشْهِدَاً  بِالْغُـرِّ  مِنْ   آيَاتِـهِ

أَوْ  بِالْحَدِيثِ  مُفَصّلا   تَفْصِيلا

وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ  الْقَدِيمِ  فَأَنْتَقِي

مَا  لَيْسَ  مُلْتَبِسَاً  وَلاَ   مَبْذُولا

وَأَكَادُ  أَبْعَثُ  سِيبَوَيْهِ  مِنَ  الْبلَى

وَذَويِهِ  مِنْ  أَهْلِ  الْقُرُونِ الأُولَى

فَأَرَى  (حِمَارَاً )  بَعْدَ  ذَلِكَ  كُلّه

رَفَعَ  الْمُضَافَ  إِلَيْهِ   وَالْمَفْعُولا

لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً

وَوَقَعْتُ  مَا  بَيْنَ  الْبُنُوكِ   قَتِيلا

يَا  مَنْ  يُرِيدُ الانْتِحَارَ  وَجَدْته

إِنَّ  الْمُعَلِّمَ  لاَ   يَعِيشُ   طَويلا

قد يهمك أيضًا: قصيدة عن طلب العلم

قصيدة أحمد شوقي عن المعلم

بعد استعراض الأبيات التي كتبعها إبراهيم طوقان عن المعلم، نستعرض القصيدة الأساسية لأمير الشعراء أحمد شوقي الذي يرد طوقان عليها بالأبيات السابقة، وهي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ

وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً

صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً

وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً

فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا

عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ

في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت

ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ

بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم

وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا

في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً

بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا

قصيدة ابراهيم طوقان عن المعلم

صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت

مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا

سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ

شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا

عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ

فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا

إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ

وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً

لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا

وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها

قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا

أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى

عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا

لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ

لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا

أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ

وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا

وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا

عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا

كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ

وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً

في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا

تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ

مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا

تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم

لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا

وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم

كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا

يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم

فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا

الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ

كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا

وفي الختام نتفق مع أمير الشعراء أحمد شوقي أن المعلم كاد أن يكون رسولًا؛ لسمو مهمته على الأرض من إعمار للعقول وتنوريها بالعلم.

اقرأ أيضًا عبر قسم قصائد وأشعار

قصيدة في حب الرسول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى