دين

حديث الرسول عن الرحمة

تعد الرحمة  صفة إلهية عظيمة، ومن صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من أهم القيم الإنسانية التي ينبغي على الإنسان تحقيقها في حياته، وهناك حديث الرسول عن الرحمة، يرغب في تلك الصفة ويدعو الإنسان إلى التمسك بها، حيث أن لها العديد من الفوائد التي تنعكس على الفرد وعلى المجتمع كذلك.

ويعرض التقرير التالي حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الرحمة، بالإضافة إلى استعراض آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الرحمة، بالإضافة إلى أقوال الصحابة التي تصف رحمة النبي، وتوضيح أهمية الرحمة في حياة الفرد والمجتمع، وذلك على النحو التالي.

حديث الرسول عن الرحمة

ازدحمت السنة النبوية و نصوصها  بالكلام والدعوة إلى  الرحمة، وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة حيث قال النبي في وصف نفسه “أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرَّحْمَة”.
ومن الأحاديث التي تذكر الرحمة  عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادِّهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضوًا، تداعى له سائر جسده بالسَّهر والحمَّى”.

وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا  قال: “قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التَّميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: من لا يَرحم لا يُرحم”.

حديث الرسول عن الرحمة

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: “يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة”، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قدم على رسول الله بسبي، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قُلْنَا: لَا، وَاللهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: “لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا”.

اقرأ أيضًا عبر قسم دين:

آيات قرأنية عن الرحمة

هناك عدد كبير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرحمة في القرآن الكريم منها نذكر الآتي:

  • قوله تعالى “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ” الآية: ٨ سورة آل عمران.
  • قال الله سبحانه وتعالى “قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا” الآية : ٩٨ من سورة : الكهف.
  • وفي الآية 107 من سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى “وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”
  • وقال الله سبحانه وتعالى “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” الآية :١٥٩سورة: آل عمران.
  • وفي الآية 9: من سورة هو يقول المولى عز وجل “وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ”.
  • وقال المولى عز وجل “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا” الآية :١٧٥ النساء.
  • وقوله سبحانه وتعالى “وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ” الآية :٢١  سورة يونس.
  • وقال الله عز وجل “إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا” الآية : ٨٧  من سورة الإسراء.
  • وقوله تعالى “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ” الآية :٢٨ سورة : هود.
  • و”قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ” الآية : ٦٣ من سورة هود.
  • وقوله تعالى “قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ” الآية : ٥٦  سورة : الحجر.

حديث الرسول عن الرحمة

كيف كانت رحمة رسول الله

هناك عدد من المواقف التي رواها الصحابة والتابعين والتي تجسد كيف كانت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها نذكر الآتي:

  • قال أنس بن مالك – رضي الله عنه -: “ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
  • وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: “جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟”.
  • ومن جانبه قال زيد بن حارثة: “أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينَّها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده. وإنما يرحم الله من عباده الرحماء”.
  • وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمررنا بقرية نمل قد أحرقت، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل”.
  • وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “والشاة إن رحمتها رحمك الله”.

اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن الرحمة

أهمية الرحمة في الإسلام

كما أوضحنا في السطور السابقة أن الرحمة هي صفة إلهية عظيمة، وهي من أهم القيم الإنسانية التي ينبغي على الإنسان تحقيقها في حياته، ومن أهم أسباب أهمية الرحمة هي:

  • تساعد الرحمة على تعزيز العلاقات الإنسانية، حيث أن الرحمة تجعل الإنسان يتصرف بلطف وحنان تجاه الآخرين، وتساعد على تحسين العلاقات الإنسانية وتقويتها.
  • كما تساهم بشكل فعال في نشر السلام والمحبة، فالرحمة تساعد في نشر السلام والمحبة والتآلف بين الناس، وتقليل الصراعات والنزاعات والتفرقات.
  • من ضمن فوائد الرحمة أيضًا التخفيف عن الآخرين، حيث أن الرحمة تحث الإنسان على مساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم، وتعطيهم الأمل والقوة لتجاوز الصعاب.
  • كما أن الرحمة توفر السعادة والرضا، فالرحمة تعزز السعادة والرضا في النفوس، حيث يشعر الإنسان بالراحة النفسية والطمأنينة عندما يمارس الرحمة ويساعد الآخرين.
  • تعزيز الإيمان والقيم الإسلامية، فالرحمة هي من قيم الإسلام الأساسية، وتعزز الإيمان وتساعد الإنسان على تحقيق القيم الإسلامية الأخرى كالعدل والإحسان والتواضع والتسامح.

وفي ختام هذا التقرير وبعد استعراض حديث الرسول عن الرحمة والآيات القرآنية التي تتحدث عنها، نؤكد على أن الرحمة هي قيمة أساسية ينبغي على الإنسان تحقيقها في حياته، وهي تعزز العلاقات الإنسانية وتساعد على بناء مجتمع صالح ومتماسك.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الصدقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى