هل مريض الذهان مجنون هو سؤال شائع يبحث عنه كل من يصاب بهذا الاضطراب النفسي إذ يربط الكثير من الناس بين مرض الذهان وبين الجنون وهو ما ينعكس سلبًا على تدهور الحالة النفسية للمريض ويصيبه باليأس من الشفاء ومن العودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنجاوب على سؤال هل مريض الذهان مجنون، والتعرف على أنواع الذهان وأعراضه وتطورات هذا الاضطراب النفسي الخطير، وهل يمكن الشفاء من مرض الذهان.
هل مريض الذهان مجنون
يعد الذهان أحد الاضطرابات النفسية التي تصنف على أنها اضطراب عقلي خطير، وذلك لأنه يؤدي إلى تغيير عميق في القدرة العقلية للمريض فيجعله لا يميز ما بين هو واقعي وما هو هلاوس وأوهام في رأسه هو فقط من يشعر بها وليس لها أساس في الواقع، وهو ما يدفعه لتصرفات تؤذي نفسه وغيره وتصل به إلى حد الانتحار.
بداية تجدر الإشارة إلى أن مصطلح الجنون هو مصطلح غير طبي، وهو يطلق على الاضطرابات التي يفقد فيها الشخص القدرة على التفكير بشكل سليم وبعض حالات الخرف، أما الشخص المصاب بالذهان يستطيع التفكير ولكن ليس بنفس المنطق الذي يفكر فيه الأشخاص الأسوياء.
وقبل الإجابة على سؤال هل مريض الذهان مجنون، ينبغي أن نفرق أولًا بين الذهان والجنون، فالجنون هو حالة مرضية يفقد فيها المريض الاتصال التام بالواقع، ويعاني من اضطرابات في السلوك والتفكير، أما الذهان فبالرغم من أنه يؤدي أيضًا إلى الانفصال عن الواقع ولكنه انفصال مؤقت يشوب فيه عقل المريض بعض الهلاوس السمعية والبصرية.
وهكذا فإن الذهان يسبب تشوهات في الواقع وتغيرات في المزاج والسلوك، ولكنه لا يعني أنه جنون، فالجنون يصيب المريض باضطرابات في الوظائف الأساسية مثل النوم والتغذية والحركة وتصرفات عدوانية، أما مريض الذهان فيعاني من اضطراب مؤقت في العمليات العقلية مثل الذاكرة والأوهام والهلاوس وصعوبات في الفهم واتخاذ القرارات.
ويختلف الذهان عن الجنون أيضًا، في أن الذهان يكون لفترة قصيرة ويمكنه علاجه وعودة المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي إذا ما كان الذهان من النوع الحاد أو المؤقت وليس من النوع المزمن الذي لم يجد الأطباء علاجًا نهائيًا له حتى الآن.
وبالعودة للإجابة على سؤال هل مريض الذهان مجنون، فيتضح من الفرق بين الذهان والجنون، أن مرض الذهان لا يعني الجنون، بل هو اضطراب نفسي يصيب الفرد نتيجة عدة أسباب، ويحتاج إلى الدعم النفسي والعلاج اللازم لعودة المريض إلى حياته الطبيعية.
أعراض الذهان
كما أوضحنا في الإجابة على سؤال هل مريض الذهان مجنون أن هناك فرق بينهما وأن مريض الذهان ليس مجنونًا، فالذهان أحد الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأطفال والشباب، ويمكن معرفة هذا الاضطراب من خلال بعض الأعراض التي تظهر تدريجيًا على وفترات متباعدة على الشخص المصاب، ومن أعراض الذهان ما يلي:
- معاناة المريض من الهلاوس السمعية أو البصرية والأفكار الوهمية.
- ارتكاب المريض سلوكيات غير مألوفة.
- الإصابة بنوبات تجعل المريض لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي وما هو مزيف.
- فقدان التركيز.
- اضطرابات النوم وتقلبات مزاجية.
- تغير في طريقة تفكير الشخص وتعامله مع المعتقدات والأفكار.
- الشعور باللامبالاة وفقدان الشغف بالأشياء.
- صعوبة التعبير عن المشاعر سواء الحزينة أو السعيدة.
- التحدث بسرعة وصعوبة ترتيب الكلام والأفكار وتغيير الموضوع فجأة.
- العزلة والابتعاد عن تجمعات الأصدقاء والعائلة وعدم الرغبة في المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الذهان قد تتباين من مريض لآخر، فبعض الأشخاص تكون الأعراض حادة لديهم وآخرون قد تكون متوسطة أو بسيطة، وتبرز أهمية معرفة أعراض الذهان في أن التشخيص المبكر يساعد على العلاج وعودة المريض لممارسة حياته الطبيعية.
اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض : هل مريض الذهان خطير
هل مريض الذهان يشفى
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل مريض الذهان مجنون والتعرف على أعراض هذا الاضطراب النفسي وأهمية معرفة الأعراض مبكرًا حتى يسهل العلاج، ولكن هل مريض الذهان يشفى ويعود لحياته الطبيعية؟.
في الحقيقة فإن كل من يصاب بالذهان وذويهم يشغلهم دائمًا هذا السؤال هل مريض الذهان يشفى؟، والإجابة على هذا السؤال تعتمد على معرفة نوع الذهان، فهناك بعض الحالات الشديدة التي تتطلب خضوع المريض للعلاج لفترات طويلة أو ربما تناول الأدوية مدى الحياة، وهناك بعض الحالات التي تمثل للشفاء بعد فترة.
وتشير الدراسات إلى أن هناك بعض حالات الذهان البسيط التي تحتاج إلى فترة قصيرة من العلاج ثم تتلاشى الأعراض نهائيًا إذا كان العلاج مناسبًا، ويصبح المصاب بعدها قادرًا على ممارسة حياته بشكل طبيعي بدون أدوية، وقد تستغرق فترة العلاج شهر أو أكثر بحسب نوع الذهان.
وأما عن نوع الذهان الذي يمكن أن يتم الشفاء منه تمامًا هو الذهان الحاد أو الذهان الوجيز، وذلك بعد الخضوع لجلسات العلاج النفسي والإرشادي والسلوكي، أما الذهان المزمن فلا يمكن الشفاء منه، فحتى الآن لم يتمكن الخبراء من إيجاد علاج نهائي لهذا الاضطراب النفسي.
أنواع الذهان
في الإجابة على سؤال هل يشفى مريض الذهان قد بينا إن الإجابة تتوقف على نوع الذهان، فهناك عدة أنوع من الاضطرابات الذهانية، وهي كالتالي:
- الفصام الذهاني: وهو الأكثر شيوعًا ويجعل المريض يعاني من الفصام والتغيرات السلوكية والهلاوس والأوهام لفترة لا تقل عن ستة أشهر.
- اضطراب الذهان الوجداني أو الاضطراب التوهمي: هذا النوع من الذهان يجعل المريض يعاني من اضطرابات مزاجية عنيفة، مثل الاكتئاب، وينشأ عن هذا الاضطراب توهم المريض بأنه ملاحق من قبل الآخرين، واعتقاد وهمي بأن الشريك على علاقة بشخص آخر، أو اضطراب توهمي بالحب وامتلاكه قدرات فائقة تميزه عن الآخرين.
- ذهان معاقرة المخدرات والكحوليات: وهذا الذهان يكون ناتجًا عن الإدمان وتعاطي المخدرات والكحول ويجعل المصاب يعاني من هلاوس سمعية وبصرية.
- اضطراب الذهان قصير المدى: وهو اضطراب يجعل المصاب يعاني من نوبات ذهانية لفترة قصيرة، وغالبًا يكون هذا نتاج لموقف صعب تعرض له المريض.
- اضطراب التوهم: وهذا النوع من الذهان يجعل المريض يعاني من معتقدام خاطئة ورؤية أحداث على أنها واقعية ولكنها في الحقيقة أنها غير صحيحة.
- اضطراب الذهان العضوي: وهذا الذهان يكون ناتجًا عن الإصابة ببعض الأمراض مثل أورام المخ والصرع والتهاب الدماغ.
- اضطراب البارافرينيا: هذا الاضطراب هو انفصام في الشخصية وغالبًا يصيب المرضى كبار السن.
تطورات مرض الذهان
بعد أن جاوبنا على سؤال هل مريض الذهان مجنون، ومعرفة أعراض الذهان وأنواعه، تجدر بنا الإشارة إلى معرفة تطورات مرض الذهان وبعض المضاعفات والمخاطر الصحية التي قد تنتج عنه في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، والتي قد تصل إلى حد إيذاء المريض لنفسه ومن حوله، ومن مضاعفات الإصابة بمرض الذهان ما يلي:
- الانعزال الاجتماعي.
- إهمال الدراسة أو العمل.
- الإقدام على تعاطي المواد المخدرة.
- قيام المريض بإيذاء نفسه ببعض الجروح في الجسد دون أن يشعر.
- إيذاء الآخرين ببعض السلوكيات غير المتوقعة والناتجة عن الأوهام التي تسيطر عليه واعتقاداته الخاطئة عن المحيطين به.
- الإقدام على الانتحار.
اقرأ أيضًا : هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته
