دين

حديث الرسول عن البهاق

كثير من الناس يتساءلون عن البهاق فهو من الأمراض التي يُصاب بها الإنسان فتكون كفارات لخطاياه إلا أن البعض يخلط بين البهاق والبرص، لذلك يبحث العديد من الأشخاص عن حديث الرسول عن البهاق.

وخلال السطور التالية على موقع الجواب 24 سنتحدث بالتفصيل عن حديث الرسول عن البهاق والفرق بينه وبين البرص، وهل يعد من العيوب التي يجب التبليغ بها عند النكاح، وهل البهاق مرض وراثي؟.

حديث الرسول عن البهاق

قبل أن نتطرق إلى حديث الرسول عن البهاق، نتعرف أولًا عن معنى البهاق، فهو بياض على الجلد ينجم عن غياب الخلايا الصباغية المنتجة لمادة الميلانين، وهي المسؤولة عن لون الجلد، والسبب في هذا المرض لايزال مجهولًا غير أن معظم الأبحاث أرجعته إلى أنه من أمراض المناعة الذاتية.

أما عن حديث الرسول عن البهاق، فما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام”، رواه أبو داود والنسائي وأحمد.

وهذا الحديث يدل على خطورة هذه الأمراض وأثرها على سلامة وعافية الإنسان، إلا أن الكثير من الناس يخلطون بين مرض البرص وبين البهاق، وهناك فرق بينهم سنوضحه خلال السطور التالية من هذا المقال.

فقد جاء في شرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن البرص هو بياض يظهر في الجسم فيورث الإنسان العزلة التي قد تؤدي إلى التسخط، أما الجنون فهو ذهاب العقل، والجذام هو مرض تتآكل منه الأعضاء حتى تسقط، وسيء الأسقام أي مرض قبيح وعاهات يصبح بها المرء مهانًا بين الناس أو تنفر عنه.

وكما تبين من شرح الحديث أن المقصود بالبرص ليس مرض البهاق، ومع هذا فإن البهاق يعد من الأمراض التي تصيب بعض من الناس فتكون كفارة لخطاياه ورفع لدرجاته، فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.

حديث الرسول عن البهاق

هل البرص هو البهاق

يظن البعض أن البرص هو البهاق، ولكن العلماء قد أجمعوا أن هناك اختلافات كبيرة بينهم، ففي كتاب الحاوي الكبير قال الإمام الماوردي إن البرص هو حدوث بياض في الجلد يذهب معه دم الجلد وما تحته من اللحم، وفيه عدوى إلى النسل والمخالطين وتنفر منه النفوس، أما البهاق فهو تغير لون الجلد ولا يذهب بدمه، ويزول ولا تنفر منه النفوس.

وأوضح العلماء في الفرق بين البهاق والبرص، أن البرص ينتج عن فقدان تام أو جزئي لمادة الميلانين المسؤولة عن صبغة لون الجلد أو الشعر أو العينين، أما البهاق فهو يسبب فقدان الجلد لجزء من صبغة الميلانين، ولايزال من غير المعروف أسباب الإصابة به.

هل البرص هو البهاق

حكم مرض البرص في الإسلام

يتساءل الكثير من الناس عن حكم مرض البرص في الإسلام وهل البهاق يعد من العيوب التي يجب التبليغ بها عند النكاح، وهو ما سنعرف إجابته خلال السطور التالية:

فيقول الإمام الماوردي في كتابه الحاوي الكبير إن البهاق لا خيار فيه، أي إنه ليس من العيوب التي يجب التبليغ بها عند النكاح فيكون الاختيار بالموافقة أو الرفض، وذلك على عكس البرص الذي يجب الخيار فيه.

وذكر الإمام العدوي في حاشيته إنه ثبت الخيار بالبرص ولا خيار بالبهاق فيما يتعلق بأمور الزواج، كما رأى العلماء أن البرص عيب يجب بيانه ويوجب الخيار في فسخ النكاح للطرف الثاني إذا كُتم عنه.

فيما أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عما إذا كان البهاق من عيوب النكاح، بأن البهاق من العيوب التي قد ينفر منها الإنسان سواء إذا كان في الرجل أو المرأة، لذلك فإنه عيب للزوج أو الزوجة أن يفسخ النكاح بسببه.

وذهب بعض العلماء إلى أنه قد يأثم الرجل أو المرأة إذا كتمت عيب البرص لأن كتمان العيوب غش وأمر محرم، أما البهاق فرغم أنه يختلف عن البرص إلا أنه أصبح في واقع الناس في كثير من المجتمعات في العصر الحالي عيبًا وينفر منه البعض، لذلك يجب التبليغ به قبل الزواج.

حكم مرض البرص في الإسلام

هل البهاق مرض وراثي

عندما يُصاب الشخصب الشخص بالبهاق فإن أول ما يبحث عنه هل البهاق مرض وراثي أم لا، والإجابة إن البهاق لا يعد من ضمن الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء.

ولكن قد توصلت بعض الدراسات إلى أن البهاق من ضمن أمراض المناعة الذاتية التي يلعب العامل الوراثي دورًا أساسيا في احتمال إصابة الأفراد من ذوي  العائلة الواحدة بالبهاق.

والبهاق هو واحد من الأمراض التي تصيب الجلد نتيجة حدوث تدمير في الخلايا الصبغية التي تنتج صبغة الميلانين بواسطة الجهاز المناعي، ومقدار الجلد المصاب يختلف من شخص إلى آخر، كما يختلف مقدار انتشار البقع على جسم الشخص المصاب.

اقرأ أيضًا:الفرق بين مرض البرص والبهاق

طرق علاج البهاق

هناك العديد من العوامل التي تتحكم في علاج البهاق، مثل موقع وحجم البقع وعددها ومدى انتشارها وتقدم المرض وعمر المصاب، لذلك يتم استخدام العلاجات التي تضفي صبغة للجلد.

وقبل التطرق إلى طرق علاج البهاق، يجب التأكيد على أنه لا يوجد علاج نهائي للبهاق في كثير من الحالات، إتما الهدف من العلاج هو استعادة لون الجلد من خلال تقليل ظهور البقع البيضاء وتوحيد لون البشرة إلى حد ما، وفي بعض الأحيان يتم العمل على إزالة التصبغ لتصبح باللون الفاتح.

ويوجد طرق عديدة لعلاج البهاق، ومنها أدوية تحتاج إلى 3 أشهر على الأقل حتى يظهر مفعولها، مثل العديد من أنواع الكريمات التي تطبق على المنطقة المصابة لتساعد على استعادة لون الجلد إلى الوضع الطبيعي، وكريمات موضعية أخرى تعمل على الحد من نمو البقع.

كما أن هناك أدوية فموية أي يتم تناولها عن طريق الفم مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية لهذه الأدوية ومنها الشعور بالغثيان والحكة وفرط التصبغ.

وإلى جانب العلاج بالأدوية والكريمات يمكن علاج البهاق باستخدام الليزر، وفي حالة فشل هذه العلاجات قد يلجأ الأطباء إلى العلاج بالضوء أو العلاج بالجرحة مثل زرع خلايا صبغية وتطعيم الجلد وتطعيم البثور.

وأظهرت بعض الدراسات إلى إمكانية علاج البهاق باستخدام عشبة جينكو بيلوبا التي تعمل على استعادة لون الجلد لدى الأشخاص المصابين بالبهاق، كما أظهرت دراسات أخرى إلى إمكانية العلاج باستخدام حمض ألفا ليبويك وحمض الفوليك وفيتامين سي وفيتامين ب 12.

كيفية الوقاية من البهاق

بالرغم من أنه لا يوجد حل نهائي لتقليل خطر الإصابة بالبهاق، إلا أن العديد من الدراسات والأبحاث ركزت على طرق الوقاية من البهاق، إذ أكد الباحثون أن الأشخاص الذين يتعرض جلدهم إلى الشمس بشكل كبير هم الأكثر عرضة للإصابة بالبهاق.

وهناك بعض الاحتياطات اللازمة لمنع الإصابة بالبهاق، ومنها الآتي:

  • عدم التعرض للشمس لفترات طويلة.
  • تحسين النظام الغذائي وتناول الأطعمة التي تحتوي على المعادن والفيتامينات مثل فيتامين ب 12 والنحاس والزنك.
  • عدم التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة.
  • تقليل التعرض للمياه التي تحتوي على الكلور.
  • تجنب استخدام الكريمات ومستحضرات التجميل غير المرخصة.
  • تجنب التعرض للمواقف العصبية والحد من الإجهاض والتوتر.

اقرأ أيضًااسباب مرض البهاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى