دين

من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس

تعتبر سورة عبس واحدة من السور المكية، التي يبلغ عدد آياتها اثنين وأربعين آية قرآنية كريمة، وترتيبها من حيث النزول بين سور القرآن الكريم  الرابع والعشرين، وتقع في الجزء الثلاثين من المصحف، ويطلق عليها عدد من الأسماء الأخرى منها سورة الصاخة، وسورة السفرة، وأيضًا سورة الأعمى، بالإضافة إلى اسم “ابن أم مكتوم”، ويبحث الكثير من الأشخاص عن إجابة سؤال ما هو سبب نزول تلك الآية و من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس.

يستعرض موقع الجواب 24 عبر السطور التالية الإجابة على سؤال من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس، الذي يوضح سبب نزول تلك السورة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك على النحو التالي.

من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس

نزلت سورة عبس في عبد الله ابن أم مكتوم- رضى الله عنه، هو أحد الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقصة نزول السورة وسبب نزولها أن  ابن أم مكتوم  جاء إلى نبي  الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يطلب منه أن يقرأ له أجزاء من القرآن الكريم، ويطلب من الرسول أن يُعلمه عدد من أمور الدين الإسلامي، فكان يقول : يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يناديه ويكرر النداء،  إلا أن الرسول أعرض عنه وأمتنع عن مساعدته في تعليم أمور الدين، وأيضًا عبس في وجهه بسبب انشغاله -صلى الله عليه وسلم- وقتها في دعوة بعض من كبار قريش إلى الدخول في الدين الإسلامي.

ومن هؤلاء الذين كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مشغول بدعوتهم للإسلام أمية بن خلف، وأيضًا أبي جهل، بالإضافة إلى شيبة وعتبة ابني ربيعة، فقد كان الرسول حريص جدًا على إسلام هؤلاء الكبار من زعماء قريش، حيث أن دخولهم  في الدين الإسلامهم سيجعل  أتباعهم يدخلون ورائهم إلى الإسلام.

فأنزل الله سبحانه وتعالى سورة عبس على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفي آياها عتاب رقيق من الله  سبحانه وتعالى إلى رسوله الكريم بسبب إعراضه عن ابن أم مكتوم، الذي كان فقير للغاية  وكان أعمى أيضًا، وإنشغاله -صلّى الله عليه وسلّم- عنه بالزعماء والأغنياء والأقوياء من كبار قريش، وهذا الأمر  كان ينتج عنه كسر قلوب الضعفاء والفقراء، ومنهم ابن أم مكتوم.

وتقول كلمات الآيات العشر من السورة الكريمة على لسان المولى عز وجل (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10).

وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول لعبد الله ابن أم مكتوم: “مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي”، وبعد تلك الواقعة التي نزل فيها القرآن الكريم كان النبي صلى الله عليه وسلم حريض على إكرام ابن أم مكتوم بكل الصور الممكنة، حتى يظهر له الحب والتقدير، فكان يقوم باستخلافه على المدينة المنورة خلال خروجه إلى الغزوات وإلى الحروب والدعوة إلى الإسلام، حيث أن النبي استخلف ابن أم مكتوم ثلاثة عشر مرة على المدينة، فكان يقوم بالصلاة بالناس في غياب الرسول ويراعي أمورهم.

من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس

اقرأ أيضًا: فضل الصحابة عن الله ورسوله 

معلومات عن عبد الله ابن أم مكتوم

نذكر عبر السطور التالية من هذا التقرير مجموعة من المعلومات حول عبد الله ابن أم مكتوم -رضى الله عنه- والذي سبق وأوضحنا أنه نزلت فيه سورة عبس:

  • هناك اختلاف في اسمه رضى الله عنه، حيث أن أهل المدينة يقولون  أن اسمه هو  عبد الله بن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة القرشي العامري، بينما أهل العراق، أطلقوا عليعه  عمرا.
  • أمه -رضى الله عنه- هي أم مكتوم ، وهي واحدة من السابقين المهاجرين، وهي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة المخزومية.
  • كان عبد الله ابن أم مكتوم ضريرا أي أعمى، كما ورد في وصفه في سورة عبس.
  • كما كان مؤذن للرسول – صلى الله عليه وسلم – مع سيدنا  بلال بن رباح، حيث كان بلال يؤذن للصلاة في مرة وابن أم مكتوم يقيم لها والعكس صحيح،  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في إشارة إلى تبادل الأذان بينهم “إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم”.
  • كان عبد الله ابن أم مكتوم أول من هاجر إلى المدينة المنورة بعد الصحابي مصعب بن عمير، حيث كانوا يهربون بدينهم بعد أن كثر عليهم أذى كفار قريش.
  • كان عبد الله بن أم مكتوم يرغب بشدة في  الجهاد في سبيل الله للدعوة إلى الدين الإسلامي إلا  أن فقدانه للبصر كان عائق أمام هذا الأمر,

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن عبد الله ابن أم مكتوم كان ضريرًا وهذا ما كان يمنع من الجهاد، إلا أن أمله هذا  تحقق، فقد شارك -رضي الله عنه- في معركة القادسية، تلك التي وقعت على أرض الفرس في عام 15 من الهجرة، في عهد أمير المؤمنين وقتها عمر بن الخطاب، وكان عبد الله ابن أم مكتوم حامل للواء المسلمين في تلك المعركة، وقد وقع شهيدًا على أرض تلك المعركة.

من الصحابي الذي نزلت فيه سورة عبس

اقرأ أيضًا: فضل الصحابة عند الله

أقوال الصحابة في ابن أم مكتوم

هناك عدد من الصحابة والتابعين والعلماء، قالوا في وصف ابن أم مكتوم عدد من العبارات، نذكرها على النحو التالي:

  • قالت عائشة رضى الله عنها : كان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو أعمى .
  • قاله ابن سعد ، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحترمه ، ويستخلفه على المدينة ، فيصلي ببقايا الناس .
  • قال قتادة : استخلف النبي – صلى الله عليه وسلم – ابن أم مكتوم مرتين على المدينة ، وكان أعمى .
  • قال الشعبي : استخلف النبي – صلى الله عليه وسلم – عمرو بن أم مكتوم يؤم الناس ، وكان ضريرا وذلك في غزوة تبوك . كذا قال ، والمحفوظ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما استعمل على المدينة عامئذ علي بن أبي طالب .
  • روى أبي إسحاق عن البراء قال : أول من قدم علينا مصعب بن عمير، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم ، فقالوا له : ما فعل من وراءك ؟ قال : هم أولاء على أثري.
  • فيما روى حماد بن سلمة: حدثنا أبو ظلال، قائلا: كنت عند أنس ، فقال : متى ذهبت عينك ؟ قلت : وأنا صغير . فقال : إن جبريل أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعنده ابن أم مكتوم ، فقال : متى ذهب بصرك ؟ قال : وأنا غلام ، فقال : قال الله تعالى : إذا أخذت كريمة عبدي لم أجد له جزاء إلا الجنة .
  • وقال عروة : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – مع رجال من قريش منهم عتبة بن ربيعة ، فجاء ابن أم مكتوم يسأل عن شيء ، فأعرض عنه ، فأنزلت عبس وتولى أن جاءه الأعمى.
  • وروى حجاج بن أرطاة ، عن شيخ عن بعض مؤذني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : كان بلال يؤذن ، ويقيم ابن أم مكتوم ، وربما أذن ابن أم مكتوم ، وأقام بلال .

اقرأ أيضًا: احاديث عن الصحابة الكرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى