يعتبر شهر رمضان الكريم من أهم وأعظم شهور السنة المباركة، فهو شهر الصيام والقيام وأيضًا تلاوة القرآن، كما أنه يعتبر شهر العتق والغفران، وفرصة عظيمة للصدقات وللإحسان، كما أنه تفتح فيه أبواب الجنة، وتجاب في الدعوات، أيامه يتفضل الله سبحانه وتعالى على عباده بكل الخير والبركة، ولهذا يحرص المسلمين خلال أيامه على كل تصرف يقومون به، ويتأكدون من رأي الشرع الإسلامي في أي مسألة مهما كانت صغيرة، ومنها حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان.
ويوضح موقع الجواب 24 في التقرير التالي حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان، بالإضافة إلى ذكر الإجابة على عدد من الأسئلة منها حكم ليزر البيكني في رمضان وقص الأظافر وحلق اللحية، وذلك على النحو التالي.
حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان
أكد علماء الدين الإسلامي أن نتف الإبط وحلق العانة وفق الشريعة الإسلامية لا يؤثران على الصوم بأي شكل من الأشكال، كما أنهما سنة للصائم وأيضًا غيره، حيث أنه ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في هذا الصدد”الفطرة خمس: الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط.”، وتجدر الإشارة إلى أن الاستحداد هو عبارة عن حلق شعر العانة بواسطة الموسى.
وتجدر الإشارة إلى أنه المقصود بالفطرة في هذا الحديث أن تلك الأشياء إذا قام الإنسان بفعلها، اتصف الفاعل بالفطرة، أي تلك التي فطر الله سبحانه وتعالى عليها عباده، وأيضًا حثهم عليها، وأيضًا استحب الله تلك العادة لعبادة، حتى يكونوا في أكمل الصفات، ويكون العباد في أشرف صورة، ومن جانبه قال البيضاوي، أحد علماء السنة والجماعة في تفسير الفطرة قائلا “هي السنة القديمة، التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جبلي، ينطوون عليها”.
وتجدر الإشارة إلى أنه في إزالة ذلك الشعر يكون النتف للإبط، وأيضًا الحلق للعانة، ويجرى هذا الأمر بأي شيء يتم استخدامه لإزالة الشعر صحيح، فالغرض الاساسي هو إزالة ذلك الشعر، فالإنسان الذي لا يتحمل نتف الإبط، يجوز له القيام بالحلق بواسطة الموسى، أو غيره من الوسائل الأخرى.
وجدير بالذكر أنه في هذا الصدد أوضح علماء الشريعة الإسلامية أيضًا أنه يجوز إزالة شعر العانة بواسطة النورة ” وهي عبارة عن تركيب من الكالسيوم والزرنيخ كان يستخدم في إزالة الشعر، عن طريق دهن المنطقة المرغوب تنظيفها من الشعر ثم يترك بعد ذلك قليلاً ثم يتم غسل المنطقة فينزل الشعر”، أو يتم إزالة شعر العانة بواسطة الموسى، وغير ذلك من وسائل التخلص من الشعر الزائد.
ويجب التوضيح أن السنة هي أن يتم فعل هذا الأمر كل أسبوع، وأن يجرى تنفيذ تلك المسألة يوم الجمعة، فذلك اليوم هو يوم اجتماع للمسلمين.
ولا يجوز أن يتم تأخير الأمر عن أربعين يومًا، فقد جاء عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: وُقّت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة.
اقرأ أيضًا: حكم حلاقة شعر الرأس
هل ليزر البكيني حرام في رمضان؟
تحرص بعض النساء على معرفة إجابة سؤال هل ليزر البكيني حرام في رمضان؟ يتوقف الأمر على طبيعة تلك الجلسة، وفي العموم فإن كان المقصود من جلسة الليزر هي إزالة الشعر ونحو ذلك في مناطق الجسم، فلا علاقة لهذا الأمر بالصيام أو الإفطار، بشرط أن تلك الجلسة لا يكون فيها ضرر، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشهير: لا ضرر ولا ضرار.
أما إذا كانت تلك جلسة الليزر تستلزم كشف العورة، حيث أن منطقة البكيني من مناطق العورة لدى المرأة فلا يجوز القيام بتلك الجلسة إلا في وجود ضرورة لهذا الأمر، أو في وجود حاجة قوية، سواء في حال الصيام أو الفطر، مثل أن تكون السيدة تعاني من مرض معين يمنعها من القيام بهذا الأمر بنفسها، ولا تستطيع أن تقوم بإزالة شعر منطقة البكيني بنفسها بواسطة الطرق العادية، فيمكنها إزالته عند طبيبة مختص في جلسات الليزر.
وقد ورد في مذهب الحنابلة، أن حلق منطقة العانة أي منطقة الليزر كما ورد في السؤال السابق لمن لا يحسن القيام به، يعتبر ضمن الضرورات التي من شأنها أن تجيز النظر إلى تلك المنطقة، حيث ورد نضًا في الفقه الحنبلي هو “من ابتلى بخدمة مريض أو مريضة في وضوء أو استنجاء أو غيرها فحكمه حكم الطبيب في النظر والمس، نص عليه، وكذا لو حلق عانة من لا يحسن حلق عانته”.
وتجدر الإشارة أن العورة ففي الأصل أنه لا يجب وفق الشريعة الإسلامية كشف تلك المنطقة لغير وجود ضرورة، حتى لو كان من يتولى هذا الأمر امرأة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ.
هل حلق اللحية في نهار رمضان هل يبطل الصيام ؟
من ضمن الأسئلة التي يرددها الكثير من الأشخاص هي هل حلق اللحية في نهار رمضان هل يبطل الصيام؟، وننقل الإجابة على هذا السؤال وفق ما وردت من الكثير من علماء الدين الإسلامي الذين أفادوا أنه يحرم على الرجل حلق لحيته سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في غيره من شهور السنة، مستندين على العديد من الأحاديث الصحيحة التي تأمر بترك اللحية، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم “خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ؛ وَفِّرُوا اللِّحَى ، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ”.
كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله “جُزُّوا الشَّوَارِبَ ، وَأَرْخُوا اللِّحَى ، خَالِفُوا الْمَجُوسَ”، ومن جانبه وقال العلامة ابن مفلح، أحد فقهاء الدين الإسلامي “وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض “.
وفي هذا الصدد أشار علماء الدين الإسلامي إلى أنه لا يعتبر حلق اللحية من الأمورالتي تبطل الصيام، فهي ليست من المفطرات، إلا أن هذا الأمر ينقص أجر المسلم الصائم، وأيضًا كل المعاصي سواء الكذب أو الغيبة، وغيرها من تلك الأمور.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن اللحية
هل صحيح أن الصائم عليه ألا يقص أظافره؟
من الأسئلة التي تشغل بال الكثير من الأفراد هل صحيح أن الصائم عليه ألا يقص أظافره؟، والإجابة أنه لا علاقة بين الصيام وبين قص الأظافر، حيث أن تلك الأعمال سواء قص الأظافر أو حلق العانة كما سبق وأوضحنا لا تتنافي مع الصيام في شيء، حيث أن الصائم يجب أن يمتنع عن الطعام وعن الشراب وأيضًا عن الجماع، فتلك الأمور هي من مفسدات الصوم، كما أنه على الصائم أن يمتنع عن المعاصي وأيضًا عن المنكرات، مثل الغيبة وأيضًا النميمة، لأنها تنقص من قيمة الصوم، ولكت قص الأظفار مثل مثل شعر العانة، قصها يعتبر من أمور الفطرة.
وفي ختام هذا التقرير ننصحكم وننصح أنفسنا أنه يجب علينا التأكد خلال شهر رمضان وغيره من شهور السنة اجتناب المحرمات سواء في الأفعال وفي الأقوال، فيجب الابتعاد عن الظلم وعن الغيبة والنميمة، وعن الكذب والبيع الحرام والغش، وأن نستقيم في بقية العام وأن نهتم بالبحث عن أمور الدين سواء في نهار رمضان أو غيره من أيام السنة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الحلق والتقصير
