دين

حديث الرسول عن الصبر

لا شك أن الكثير من الناس يتعرض للابتلاءات والفتن والمحن فقد يبتلى البعض بالمرض والمصائب ومنهم من يبتلى بفقد الأحباب ومنهم من يبتلى بالمعاصي وعدم القدرة على فعل الطاعات فهذه الدنيا دار ابتلاء ولا ينجو منه إلا الصابرين لذلك يبحث العديد من الأشخاص عن حديث الرسول عن الصبر.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نستعرض حديث الرسول عن الصبر وحديث الرسول عن الصبر على البلاء والصبر على أذى الناس.

حديث الرسول عن الصبر

بعض الناس يظن أنه حينما يُصاب بابتلاء أو مرض أو مصاب أنه من المغضوب عليه، ولكنه لا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل من الصالحين، فضلًا عن الأجر الكبير الذي يحصل عليه المبتلى جراء هذا الابتلاء إن صبر وشكر.

وقد بشر حديث الرسول عن الصبر المبتلى بالجنة إن صبر على ما أصابه من ابتلاء، فعن ابن عباس –رضي الله عنهما- “أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها”.

ويبين حديث الرسول عن الصبر أن من صبر على الابتلاء عوضه الله بالجنة، وفي نفس المعنى جاء حديث أنس رضي الله عنه قال:” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة”.

وفي حديث آخر عن الصبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم :”عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”، رواه مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان.

ومعنى هذا الحديث، حسبما فسر العلماء، فإن حال المؤمن وكل إنسان أنه بين أمرين إما سراء وإما ضراء، والمؤمن إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله وانتظر الفرج واحتسب الأجر على الله فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء من النعم شكر الله وذلك بالطاعة فكان هذا الشكر خيرًا له.

أما غير المؤمن فإن أصابته الضراء اضجر سب الزمن والدهر ونقم على الله عز وجل، وإن أصابته سراء لا يشكر الله على النعم وتشغله دنياه وما أعطاه الله من نعم عن آخرته وعن شكر الله عز وجل.

وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- “أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر”.

ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على الصبر وبيان أجره وثوابه العظيم، إلا أنه أخبرنا بأن الصبر يكون عند الصدمة الأولى حتى يحصل على هذا الأجر، فعن أنس رضي الله عنه قال :”مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى”.

وقال ابن القيم في حديث الرسول عن الصبر عن الصدمة الأولى، فإن مفاجئات المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب، وهذه المرأة لما علمت أن جزعها لا يجدي لها شيئًا فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتعتذر وتقول إنها تصبر فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم إن الصبر عند الصدمة الأولى.

حديث الرسول عن الصبر

 حديث الرسول عن الصبر على البلاء

هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الصبر على البلاء وتؤكد على عظم الأجر والثواب الكبير الذي ينتظر الصابرين، يكفي أنه كان هذا حال الأنبياء والصالحين، كما أخبرنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، فُيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة”.

وقد جاء أيضًا في حديث الرسول عن الصبر على البلاء  عن أبي هريرة قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة”، رواه أحمد.

وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرًا يصب منه”، وعن أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”.

وعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها – قالت :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها”.

وعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله عنه خطاياه كما تحط الشجر ورقها”.

 حديث الرسول عن الصبر على البلاء

اقرأ أيضًا عبر قسم دينأحاديث عن فضل الصبر على الابتلاء

حديث عن الصبر على أذى الناس

كما أشارنا فإن المصائب التي قد يبتلى بها الناس كثيرة، فمنهم من يبتلى بالمرض ومنهم من يبتلى بفقد عزيز ومنهم من يبتلى بضيق الرزق وغير ذلك، وهناك نوع أخر من الابتلاء وهو أذى الناس كالسحر وغيره من الأمور التي يأذي بها البعض غيرهم.

وقد ورد في السنة النبوية ما يحث المسلمين على الصبر على أذى الناس، ففي سنن الترمذي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”المسلم إذا كان مخالطًا للناس ويصبر على آذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم”.

وورد في حديث الرسول عن الصبر على أذى الناس، ما جاء في سنن ابن ماجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حور العين آيتهن شاء”.

وعن أبي موسى –رضي الله عنه-  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :”ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى، إنهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم”.

وقد حثنا الله عز وجل في كتابه الكريم على الصبر على أذى الخلق، فقال تعالى في الآية 43 من سورة الشورى “”ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور”، وقال تعالى أيضًا في سورة النحل الآية 126 :”ولئن صبرتم لهو خير للصابرين”.

اقرأ أيضًا : احاديث عن طيب الكلام والصبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى