دين

حديث الرسول عن البلاء

يمر الكثير من الناس بفترات محن وابتلاءات ما يصيب أصحابها بالهموم والأحزان، لذلك يبحث الكثيرون عن حديث الرسول عن البلاء، حتى تكون هذه الأحاديث صبرا لهم عما يمرون به من مصائب، ولما فيها من بشائر للصابرين على الابتلاءات.

فقد يُبتلى الناس بالأسقام والأمراض وضيق الرزق وفقدان العمل أو عقوق الأبناء أو فقدان عزيز لديهم وغيرها من ابتلاءات، وخلال السطور التالية من هذا المقال يستعرض  موقع الجواب 24 بعض مما جاء في السنة النبوية من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصبر على البلاء وما فيه من رفع الدرجات وتكفير الذنوب والسيئات.

حديث الرسول عن البلاء

تذخر السنة السنوبة بالعديد من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن البلاء، ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم :”لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة”، رواه الترمذي.

وقد يظن بعض الناس أن هذه الابتلاءات تكون غضب من الله عز وجل على الشخص المبتلى، إلا أن الأمر ليس كذلك فقد ابتلى الله عز وجل أعز الناس وأحبهم إليه وهم الأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مر بالعديد من الابتلاءات كما حدث في مكة ويوم أحد وغزوة الأحزاب، وكما حصل لأنبياء الله يونس ويوسف وأيوب عليهم السلام.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة”. أخرجه الإمام أحمد، وصححه الألباني.

حديث الرسول عن البلاء

قد يهمك أيضًا: احاديث عن البلاء

الفرق بين البلاء والابتلاء

ونحن نتناول حديث الرسول عن البلاء، يمكن أن نتعرف على الفرق بين البلاء والابتلاء، فقد يتساءل الكثيرون عن الفرق بينهم، إلا أن كلاهما اختبار وامتحان من الله عز وجل، ويكونان بالسراء والضراء.

والبلاء والابتلاء كلهما يمكن أن يكون بالخير والشر والنعمة والنقمة، كما قال الله عز وجل:”ونبلوكم بالشر والخير فتنة”، كذلك في قوله تعالى “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”.

وتوضح دار الإفتاء الفرق بين البلاء والابتلاء، بأن البلاء يكون بسبب الذنوب والإعراض عن أوامر الله عز وجل، لذلك يبلي الله هؤلاء العصاه حتى يعودوا ويتوبوا إلى الله ويكون الدعاء والاستغفار سببًا في رفع البلاء عنهم.

وأما الابتلاء فهو أقل شمولية من البلاء، أي أنه خاص بالمؤمنين الطائعين، فيصبهم به الله لتمحيص ما في صدورهم ورفع درجاتهم وتكفير سيئاتهم، وبذلك يزيد الابتلاء من إيمانهم ودرجاتهم في الجنة.

وقال العسكري في الفروق اللغوية في الفرق بين البلاء والابتلاء إن كلاهما بمعنى الاختبار، والابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره ويكون بذلك بفعل المحبوب، ويجوز أن يقال إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية.

وقد يكون الابتلاء استدراجًا من الله للعبد، فقد يبتلى بالنعم حتى يقع في الشر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج ثم قرأ قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ”.

الفرق بين البلاء والابتلاء

اقرأ أيضًا: الفرق بين الابتلاء والعقاب

آيات وأحاديث عن الصبر على البلاء

حين يُصاب المسلم بالبلاء أو الابتلاء فإنه يشعر بالجزع والهم والحزن، لذلك يحتاج إلى ما يعينه على الصبر على هذه المحن والمصائب، وخير ما يستعين به الإنسان على الصبر على البلاء هو  كتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

فكما ذكرنا حديث الرسول عن البلاء، نستعرض أيضًا بعض من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسم عن الصبر على البلاء، ومنها ما يلي:

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”، رواه بخاري ومسلم.
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يصب منه” رواه البخاري .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”، رواه مسلم.
  • وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول”ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيرا منها”، قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم”، رواه مسلم .
  • وقوله صلى الله عليه وسلم :”إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”، رواه الترمذي .
  • وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله يقول (( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل )) رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني .
  • وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال “ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد”، رواه مسلم.
  • وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد” رواه ومسلم.
  • وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما “ألا أريك امرأة من أهل الجنة..فقلت بلى:قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها فجر”، رواه البخاري ومسلم .
  • وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض”، رواه الترمذي.

وهكذا فإن حديث الرسول عن البلاء وغيره من الأحاديث والآيات القرآنية تحث على الصبر في أوقات الابتلاءات والمحن، فيقول الله عز وجل :”إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، وقال تعالى :”وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، وقوله تعالى :” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

قد يهمك أيضًا: احاديث الامام علي عن البلاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى